التأسيس: بُنيت الكنيسة الأولى في القرن الرابع للعهد البيزنطي، حيث تشير الروايات إلى أن الإمبراطور القديس قسطنطين أمر ببنائها فوق ضريح القديس جاورجيوس. ولاحقاً رممها الإمبراطور جوستنيانوس (527-565).
نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية: وُلد القديس جاورجيوس في إقليم كبادوكيا (تركيا حالياً) عام 280 تقريباً. هو ابن لعائلة مسيحية نبيلة، قُتل والده بسبب إيمانه المسيحي مما دفع والدته وهي فلسطينية من مدينة اللد للعودة إلى مسقط رأسها مع طفلها. ونشأ جاورجيوس في مدينة اللد وتعلّم فيها علوم الكنيسة اللاهوتية والقوانين. في سن السابعة عشرة عُرف بفروسيته وقوته، فعيّنه الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس قائداً عسكرياً برتبة تريبونس، ليقود ألف جندي. كان جاورجيوس يعتنق المسيحية سراً. وعندما اكتشف الإمبراطور ذلك، حاول إغرائه بالمال والترقيات ليترك دينه، لكنه رفض وجاهر بمسيحيته.
تعرض جاورجيوس لتعذيب قاسٍ بأساليب مختلفة لكنه نجا بأعجوبة في كل مرة، حتى أمر الإمبراطور بقطع رأسه يوم 23 نيسان 303. قام خادمه سقراطيس بإخفاء جثمانه حتى تمكن من نقله سراً إلى مدينة اللد عام 323، حيث دُفن في قبر شُيدت فوقه الكنيسة الأولى. هذه الكنيسة تعرضت للهدم وإعادة البناء عدة مرات خلال فترات الحكم المختلفة، مثل الساسانيين والفاطميين والمماليك. أعادت البطريركية الأرثوذكسية بناء الكنيسة الحالية عام 1872، وما زالت قائمة حتى اليوم.
بفضل هذا القديس آمن كثيرون بالمسيحية، ويُعتبر من أبرز وأشهر قديسي الكنيسة. تُسمى العديد من الكنائس والأديرة باسمه، ويُعتبر شفيعاً لها. في النمسا، يحمل رتبة عسكرية باسمه. كما تنتشر صوره وأيقوناته في العالم العربي والغربي، أبرزها وهو يقتل التنين لإنقاذ ابنة الملك، في رمز لانتصار الخير على الشر. يحمل القديس العديد من الألقاب التي تميز بها ومنها:
التصميم المعماري: تقع الكنيسة في مدينة اللد وتتميز بطرازها البيزنطي. بُنيت الكنيسة الحالية فوق أنقاض الكنيسة الأم، وتضم قبر القديس جاورجيوس الذي يمكن الوصول إليه عبر درج لولبي.
عند بناء الكنيسة الحالية في العهد العثماني، اشترطت السلطات تخصيص جزء من الأرض لبناء مسجد، لذا تغطي الكنيسة الركن الشمالي وقاعة الصلاة فقط.
تتميز الكنيسة بالفسيفساء الجميلة والإيقونات المختلفة، أشهرها أيقونة القديس جاورجيوس بلباسه العسكري وهو يقتل التنين.
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية يوم 16 نوفمبر من كل عام بعيد نقل رفات القديس جاورجيوس إلى مدينة اللد، وسط احتفالات ضخمة يحضرها الحجاج من أنحاء العالم.