التأسيس: تأسست الكنيسة الأولى في القرن الخامس للعصر البيزنطي عام 427، على يد ايدوكيا وهي الزوجة الثانية للامبراطور قسطنطين العاشر، في زمن اسقف القدس مارتيروس. كان البناء على مساحة 150متر مربع.
نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية: بُنيت كنيسة البشارة فوق بيت مريم والدة يسوع له المجد. في مدينة من الجليل اسمها الناصرة، وهناك أرسل الله الملاك جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم، مريم منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات قدمتها أمها ووهبتها للخدمة في هيكل سليمان، فنشئت نشأة دينية كاملة. وبعد مكوثها في الهيكل لسنوات خُطبت لنجار يُدعى يوسف. وتلقت بشارة من الملاك :-
الملاك: سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمةً، الربُ معكِ، مباركة أنت في النساء”. (لو28:1).
فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية.. فقال لها الملاك: “لا تخافي يا مريم، لأنكِ وجدتِ نعمة عند الله”. (لو 30،29:1).
جاء الوعد الإلهي للقديسة مريم على لسان الملاك: “ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية”. (لو32:1).
على هذه المغارة انشئت كنيسة البشارة وسُميت بهذا الاسم. هُدمت الكنيسة أكثر من مرة لعدة عوامل سواء بفعل الطبيعة كالزلازل و أما بسبب تعرية الزمن، أو بسبب الاقتتال والحروب، لاسيما فترة حكم الفرس، فقد دُمرت بشكل شبه كامل. عندما وصل الصليبيون إلى الناصرة وجدوا المكان مهدوماً. فقام تانكريد أمير الجليل بإعادة بناء الكنيسة وأقام في المكان بازيليكا (هي كلمة لاتينية وتعني الرواق الملكي أو قاعة الملك للمحاكمة) وكانت فخمة مترامية الأطراف، ودُمجت بقاياها في الكنيسة الجديدة التي أقيمت فوق كنيسة تانكريد. ودمجت مغارة البشارة هذه المرة داخل الكنيسة، وأقيم فوقها مذبح صغير، ما زالت بقاياه موجودة إلى يومنا هذا. ولكنها سرعان ما هُدمت على يد المماليك وهُجر الرهبان الفرنسيسكان من المكان لسنوات طويلة. في العام 1730، تمكن الفرنسيسكان من إعادة بناء الكنيسة بعد الحصول على موافقة حاكم الجليل ظاهر العُمر. في العام 1877، رُممت الكنيسة ووُسعت وأُعيد بناء واجهتها وتم بناء الدير الصغير. في عام 1955، تقرر إقامة كنيسة البشارة الحالية فهدمت الكنيسة القديمة. وتم تدشينها في عام 1969، بهدف صيانة وحماية المغارة المقدسة وبقايا الكنائس السابقة.
التصميم المعماري: في مركز الطابق السفلي تقع المغارة التي حدثت فيها عجيبة البشارة. وفي نفس الطابق بقايا الكنائس القديمة. الحائط الحجري على طول الكنيسة وفي ظهر المغارة هو من بقايا الكنيسة الصليبية من القرن الـ 12. وتعتبر هذه التحف الفنية الأجمل التي اكتشفت في البلاد. الطابق العلوي من فوق قبة زهرة الزنبق الهائلة التي تُشكل مصدر الضوء وترمز إلى طهارة مريم المقدسة. ودمجت على أرضية الرخام المزخرفة أسماء البابوات. وعندما ينظر الزائر إلى الواجهة يشاهد لوحة فسيفساء عملاقة والتي تصف يسوع، مريم وبطرس.
على جدران القاعة، وفي ساحة الكنيسة، لوحات فسيفسائية ساحرة. كل لوحة تبرعت بها دولة وتتميز بالمقومات القومية لتلك الدولة. تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في عيد البشارة بـ 25 آذار من كل عام.