التأسيس: بُنيت في العام 378 من القرن الرابع الميلادي، على يد القديسة الملكة هيلانة والدة الامبرطور القديس قسطنطين.
نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية: بعد أربعين يوماً من قيامة السيد المسيح له المجد من بين الأموات، أخذ الرب يسوع تلاميذه فوق قمة جبل الزيتون بالقرب من بيت عنيا، وباركهم ثم صعد إلى السماء. على هذا المكان الجميل شَيدت الملكة هيلانة كنيسة صغيرة في مكان الصعود، للحفاظ على قُدسية وأهمية المكان. كانت الكنيسة مفتوحة تجاه السماء (بدون سقف) حتى تُذكر المؤمنيين بصعود السيد المسيح إلى السماء. ومن ثم أُقيم مبنى مستدير الشكل بأمر من الأميرة الرومانية بومينيا.
مرت الكنيسة في العديد من مراحل الهدم والبناء بدءاً من فترة حكم الفرس الذين هدموا الكنيسة وما حولها في سنة 614. فقام الراهب موديستو بإعادة بناءها. ثم هُدمت في زمن الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي عام 1009، ثم أعاد الصليبيون بناءَها عام 1102، حسب التصميم الأصلي مع إضافة بعض التغييرات والتعديلات. فبنوا كنيسة مثمنة الشكل لها قبة مفتوحة ترتكز على أسطوانة تدعمها دائرة من الأعمدة وفي الوسط الصخرة التي طُبع عليها آثار قدم السيد المسيح حين صعد إلى السماء.
بعد أن تسلمَ صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس تحديداً عام 1187، حَوّل الكنيسة إلى مسجد. ورغم ذلك إستمر تدفق الحجاج المسيحيين إلى المكان للصلاة. ولاحقاً في العهد العثماني بنى المسلمون جامعاً ملاصقاً للكنيسة. ما زال حتى يومنا هذا الموقع خاضعاً لهيئة الأوقاف الإسلامية في القدس. عام 1835، غير العثمانيون الأتراك من شكل الكنيسة حيث أغلقوا السقف وأضافوا جدراناً بين الأعمدة. في العام 1852 أُبرمت اتفاقية الإستاتيكو التي تهتم بتُنظيم أوقات الصلاة بين الطوائف المسيحية المختلفة، وبموجبها سمحوا للمسيحيين الارثوذكس أن يأتوا ويُصلوا في المكان أربع أيام في السنة بمناسبة عيد الصعود (الاربعاء والخميس) وبمناسبة قيامة ألِعازر (الجمعة والسبت). وباقي الطوائف يُسمح لهم فقط يوم خميس الصعود ويوم الاربعاء مساءً تُقام صلاة الغروب.
لتسهيل الصلاة واداء المراسم والشعائر الدينية بحرية، قامت الكنيسة الروسية في العام 1870، ببناء دير الصعود الأرثوذكسي الذي يبعد حوالي 200 متر عن قبة الصعود، والذي بناه الارشمندريت انطونين كابوستين. تطور البناء وتوسع في العام 1906، ليشمل مباني المجمع وبيت للحجاج وحديقة وفناء. صُممت جميعها على الطراز البيزنطي. كما توجد كنيسة جاليلي فيري للروم الارثوذكس والذي يعني (الرجال الجليليون).
الطراز العمراني: الكنيسة الاولى كانت بدون سقف على شكل دائري، وسُمي البناء أمبومون ويعني (على القمة)، وكان عبارة عن بهو مستدير تكسو أرضيته الفسيفساء وقطع الرخام، قطرهُ 25 متر تقريباً، ويحمل السقف والقبة ثلاثة صفوف من الأعمدة ذات مركز واحد، من الداخل يُؤلف من رواقين. وفي وسط البهو كانت الصخرة المباركة التي من فوقها صعد السيد المسيح إلى السماء محفور عليها آثار قدمه والمذبح من فوقها.
تحتفل كافة الكنائس كل عام بعيد الصعود بعد أربعين يوماً من قيامة المسيح من بين الاموات.