التأسيس: أُسست على يد القديس برفيريوس أسقف غزة وشفيعها. وقد استغرق بناءها خمس سنوات (407-402).
نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية:
ولد القديس برفيريوس في مدينة تسالونيكي في اليونان لعائلة من النبلاء، وعندما بلغ سن الخامسة والعشرين، اختار أن يترك حياة تسالونيكي ليصبح ناسكاً ويرتدي ثوب الرهبنة في مصر، وقام بزيارة الاماكن المقدسة في فلسطين ليستقر في مدينة القدس بعد خمسة سنوات قضاها بين الآباء والرهبان، تحديداً في العام 395 سُيم اسقفا لمدينة غزة ببركة رئيس اساقفة القسطنطينية القديس يوحنا ذهبي الفم.
في تلك الفترة كان غالبية السكان في غزة من الوثنيين، وقلة قليلة من المؤمنين المسيحيين المضطهدين، ولأن القديس مشهود له بالقداسة وحنكة الوعظ فقد عمل بإيمان وجهد ليعلم الناس ويأسس أول كنيسة للمسيح في مدينة غزة رغم كل التحديات والصعوبات التي تعرض لها من قِبل الوثنين الذين رفضوا استقبالهِ وأغلقوا بالحجارة الطريق المؤدية للمدينة، كما تعرضوا بالضرب للشماس ومرافقي القديس. في نفس السنة حدث جفاف في المدينة، فصلى الوثنيين لاصنامهم الصماء دون استجابه، حينها صلى القديس برفيريوس فهطلت الأمطار، لكن هذه المعجزة لم تغير قلوب الوثنيين للرجوع عن كفرهم، لذلك سافر القديس برفيريوس الى القسطنطينية ليلتقي رئيس اساقفتها القديس يوحنا ذهبي الفم والامبراطور اركاديوس وزوجته الامبراطورة افظوكسيا، ليضعهم في صورة الاوضاع في غزة ورغبته في بناء كنيسة.
كانت الامبراطورة عاقر، صلى القديسان لها وتنبؤا بإنها ستنجب طفلا في وقت قريب، فوعدت القديس إن صدقت النبؤة بأن تقوم بمساعدته. وعندما تحققت النبوءة، اصدر الامبراطور قراراً بهدم كافة أماكن عبادة الاوثان في غزة، وقدم كل ما يلزم لبناء الكنيسة، وما أن وصل القديس برفيريوس إلى المدينة استقبله الشعب في احتفال مهيب وأُقيمت الصلوات، ووضع حجر الاساس في العام 402، لتدشن في 14.4.407، وسُميت في بادئ الأمر باسم كنيسة افظوكسيياني نسبة للامبراطورة افظوكسيا. بعد موت القديس البار في العام 420، سميت الكنيسة على اسمه، منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا. وقد دفن فيها إلى أن تم نُقل رفاته الى مسقط رأسه في تسالونيكي.
تحتفل الكنيسة الارثوذكسية بعيد القديس برفيريوس في العاشر من اذار من كل عام.
الطراز العمراني:
شُيدت الكنيسة فوق ما تبقى من معبد زفس الوثني بعد احراقه، بنيت على الطراز البيزنطي بهيئة سفينة ترمز الى طوق النجاة، كما تميزت بأقواسها واعمدتها الرخامية الكورنثية والتاجية، والعديد من الزخارف والايقونات الارثوذكسية، اضافة الى نقش باللغة اليونانية القديمة على لوح من الرخام على مدخل الكنيسة الرئيسي، ويعود البناء الاصلي للكنيسة الى القرن الخامس الميلادي، اما شكلها الحالي بني في القرن الثاني عشر.