كنيسة البشارة (كنيسة الملاك جبرائيل)

التأسيس: هي كنيسة أرثوذكسية شرقية تقع في مدينة الناصرة. تأسست الكنيسة الأولى في القرن الخامس للعصر البيزنطي عام 427، على يد ايدوكيا وهي الزوجة الثانية للامبراطور قسطنطين العاشر.

نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية: سُميت نسبةً للملاك جبرائيل الذي ظهرَ للسيدة العذراء عند عين الماء وبشرها أنها ستحبل وتلد ابناً وتسميه يسوع. وتلقت بشارة من الملاك :-

الملاك: سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمةً، الربُ معكِ، مباركة أنت في النساء”. (لو28:1).

فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية.. فقال لها الملاك: “لا تخافي يا مريم، لأنكِ وجدتِ نعمة عند الله”. (لو 30،29:1).

جاء الوعد الإلهي للقديسة مريم على لسان الملاك: “ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية”. (لو32:1).

بَنيت هذه الكنيسة فوق نبع عين العذراء التي كانت تستقى منه مريم العذراء فبحسب التقاليد كانت السيدة مريم تنزل إلى العين من أجل تعبئة الماء. هذا النبع لا يزال قائماً حتى يومنا هذا داخل الكنيسة. وكان المسيحيين الاوائل يستخدمون هذا المكان للعبادة والصلاة. وتعتبر هذه العين ومياهها مقدسة في نظر المسيحيين والمسلمين الذين كانوا ينسبون لها في الأجيال السابقة صفات علاجية استثنائية خارقة.

أخذت الكنيسة شكل البناء الحالي في زمن الصليبيون على يد تانكريد أمير الجليل. وهُجرت وأُهملت لسنوات.  ثم ما بين السنوات 1628 – 1634، كانت العين تحت سيطرة الفرنسيسكان الذين أقاموا فوقها غرفة مقوسة. لكن في عام 1749 أصدر ظاهر العُمر فرمانا (مذكرة حقوق) لليونانيين-الأرثوذكس لإعادة بناء الكنيسة ومنذ ذلك الحين بقي المكان ضمن مسؤوليتهم. في عام 1750 أقام اليونانيون الأرثوذكس الكنيسة وأطلقوا عليها اسم “كنيسة البشارة”. 

التصميم المعماري:  تُقسم الكنيسة إلى قسمين: مبنى الصلاة المركزي من القرن الـ 18 والقسم القديم الذي بقي بحالة جيدة من القرن الـ 12، الذي يمكن الوصول إليه من خلال معبر مقوس مرصوف من الداخل. نجد في القبو منبرًا مرتفعاً وخلفه المنبع الذي تتدفق منه مياه العين من فوق الكنيسة.

في طابق الكنيسة السفلي توجد مغاور تعود إلى القرن الأول وتشكل جزءًا من قرية الناصرة القديمة، فيها جرن مع رموز لسر العماد ترقى إلى عهد الجماعة المسيحية الأولى، وسبع درجات ترمز إلى مواهب الروح القدس، وبركة مرصوفة بالفسيفساء عليها رموز لستة أجواق الملائكة، والحجر في وسط البركة يرمز إلى المسيح، وعلى جدران البركة قناة صغيرة ترمز إلى نهر الأردن.

تحتفل كنائس الروم الارثوذكس في 7 ابريل من كل عام بعيد البشارة.