كنيسة العشاء الأخير وكنيسة العنصرة – علية صهيون

مقدمة

تقع كنيسة العشاء الأخير وكنيسة العنصرة في قلب مدينة القدس، على جبل صهيون، ضمن ما يُعرف بـ”علية صهيون”، وهو أحد أهم المواقع المسيحية المقدسة في العالم. من هذا المكان انطلقت البشارة المسيحية إلى أقاصي الأرض، حيث اجتمع فيه السيد المسيح له المجد مع تلاميذه في العشاء الأخير، ومنه حلّ الروح القدس على التلاميذ في يوم العنصرة. هذا الموقع يحمل أبعاداً روحية، لاهوتية وتاريخية لا تقدر بثمن، ويشكّل نقطة التقاء بين الإيمان المسيحي والانتماء الوطني الفلسطيني.

-العشاء الأخير في الإيمان المسيحي

يُعدّ العشاء الأخير حدثاً جوهرياً في العقيدة المسيحية، ويحمل دلالات روحية ولاهوتية عميقة، تتجاوز كونه مجرد مشهد تاريخي أو رمز ديني.

1. الأهمية اللاهوتية والدينية للعشاء الأخير
في هذه اللحظة المقدسة، أسّس السيد المسيح سرَّ الإفخارستيا (القربان الأقدس)، وهو جوهر العبادة الليتورجية في الكنيسة، كما أسّس سر الكهنوت، إذ دعا تلاميذه ليكونوا مرسلين وشهوداً للحق. كما تجسّد في هذا الحدث مبدأ التواضع وخدمة الآخر، حين غسل المسيح أقدام تلاميذه بنفسه.

2. مكانة العشاء الأخير في العقيدة المسيحية
العشاء الأخير لا يُعتبر رمزاً دينياً فقط، بل هو جزء لا يتجزأ من الإيمان والعقيدة المسيحية، تُستعاد ذكراه في كل قداس. هو لحظة تأسيسية للكنيسة، وعلامة على المحبة والوحدة والغفران.

3. الرمزية المسيحية والوطنية
تمثل لوحة العشاء الأخير أيقونة مقدسة بالنسبة للمسيحيين، وتجسيداً لإيمانهم العميق، والدفاع عنها هو دفاع عن الكرامة الدينية في وجه أي إساءة. فاحترام الرموز الدينية هو احترام لمكونات المجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه ومكوناته، كما أن العشاء الأخير يؤكد على ارتباط الكنيسة بجذورها الأصلية في فلسطين.

-كنيسة العنصرة – ميلاد الكنيسة

تُعد كنيسة العنصرة في علية صهيون المكان الذي شهد ميلاد الكنيسة، حيث حلّ الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد القيامة. كانوا مجتمعين في العلية عندما ظهرت لهم ألسنة كأنها من نار، فامتلأوا من الروح القدس وخرجوا للكرازة ببشارة الإنجيل بلغات متعددة، في حدثٍ يعتبر لحظة انطلاق الكنيسة إلى العالم أجمع.

العشاء الأخير والعنصرة يشكّلان معاً حجر الأساس للكنيسة المسيحية:
في العشاء الأخير تأسست الكنيسة من خلال الأسرار،
وفي العنصرة انطلقت الرسالة المسيحية من القدس إلى كل الأرض.

-نظرة مختصرة إلى الكنائس الأخرى في الموقع

يضم الموقع التاريخي عدة كنائس ارتبطت بأحداث إنجيلية مهمة، منها:
• كنيسة غسل الأرجل: حيث قام السيد المسيح بغسل أقدام تلاميذه خلال العشاء الأخير، رمزًا للتواضع والمساواة.
• كنيسة القديس مرقس: وفق تقليد بعض الكنائس، فإن الأحداث وقعت في منزل القديس مرقس، أحد كتّاب الإنجيل.
• علية صهيون: اسم يطلق على المبنى المرتفع الذي يحتضن هذه الكنائس، نسبة إلى موقعه الجغرافي على جبل صهيون.

-الاحتلال والاعتداءات

رغم أهمية هذا الموقع الديني والروحي، إلا أنه، كغيره من المقدسات المسيحية في فلسطين، لم يسلم من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. تفرض سلطات الاحتلال سيطرتها على المكان، وتسمح للكنائس بإقامة الشعائر فيه ليوم واحد فقط سنوياً. وقد شهد عام 2023 اعتداءات متكررة على الموقع، منها اقتحامات من مستوطنين مسلحين وتحطيم نوافذ الكنيسة بالحجارة.

-التصميم المعماري والاحتفالات الكنسية

يتألف الموقع من مجمع متكامل من المباني، تبدأ بدرج يؤدي إلى غرفة العشاء الأخير ذات الأعمدة الثلاثة، وتقع غرفة العنصرة في الطابق العلوي الشرقي. تحتفل الكنائس بالعشاء الأخير وغسل الأرجل يوم الخميس الأخير من الصوم الأربعيني، كما يُحتفل بعيد العنصرة بعد خمسين يوماً من القيامة، وعشرة أيام من صعود المسيح إلى السماء

معلومات عامة 

سنة الإنشاء: الكنيسة الاولى

سبب التسمية: حسب الحدث الديني المرتبط فيها

المحافظة: فلسطين التاريخية

البلدة/المدينة: القدس الشرقية

الفيديو 

مواضيع ذات صلة