التأسيس:
بُني الدير في العهد البيزنطي، ولم يُحدد تاريخ البناء بدقة. هناك من ينسب بنائه إلى عهد القديس قسطنطين وأمه هيلانة في القرن الرابع، وآخرون يرجعون بنائه إلى القرن الخامس في عهد الإمبراطور يوستيانوس.
نبذة عن الكنيسة وسبب التسمية:
يقع الدير في وادي المصلبة بالقدس. يعود تاريخه إلى العهد القديم في زمن الأنبياء إبراهيم ولوط. ووفقًا للرواية الدينية، قبل تدمير بلدة سدوم، زار ثلاثة ملائكة النبي إبراهيم وتركوا عنده ثلاث عصي. بعد تدمير البلدة، طلب لوط من الله المغفرة لقومه ولخطيئته، فكان رجلاً صالحًا، ولجأ إلى عمه إبراهيم الذي أعطاه العصي. قام لوط بغرس العصي في وادي المصلبة، فنبتت أشجار البلوط واللوز والسنديان.
وفقًا للرواية الأرثوذكسية، في عام 957 ق.م، أثناء بناء هيكل سليمان، استُخدم خشب من عدة مناطق، بما في ذلك خشب وادي المصلبة. ولكن هذا الخشب لم يكن ملائمًا للقياسات المطلوبة للبناء، فأُطلق عليه “الأشجار الملعونة”. تُركت هذه الأشجار حتى زمن حكم بيلاطس البنطي، حيث حكم على السيد المسيح بالصلب. ووفقًا للمعتقدات، “ملعون من يُصلب”، فاختاروا أخذ الخشب من الأشجار الملعونة ليصنعوا منه صليب السيد المسيح. نسبةً لهذا الحدث، تم بناء دير المصلبة.
كما هو الحال مع العديد من الأديرة والكنائس، تعرّض دير المصلبة للتدمير عدة مرات بسبب الكوارث الطبيعية والحروب.
في زمن الفرس، تم تدمير الدير والاستيلاء عليه، حتى قام الملك هرقل بإعادة تدشينه عام 826.
في الفترة من القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر، ازدهر الدير بقدوم الرهبان الجورجيين الذين أنعشوا الحياة الروحية فيه.
وفي عام 1644، أُعيد الدير إلى بطريركية القدس الأرثوذكسية، وهو تحت إدارتها حتى اليوم.
يُجرى في الدير سنويًا احتفالان مهمان: الأول هو العيد الرسمي ويُحتفل به في الأحد الأول بعد عيد رفع الصليب المكرم. والثاني هو أحد السجود للصليب خلال فترة الصوم الأربعيني، حيث يتم رفع خشبة الصليب المكرم.
التصميم المعماري:
يأخذ الدير شكل القلعة، ويتميّز بمساحته الكبيرة وشكله الرباعي. يحتوي على قبة وأعمدة داخلية، وزخارف فسيفسائية وأيقونات. بُني الدير فوق كنيستين أثريتين، ويضم أيضًا مدرسة إكليريكية.
الاحتفال:
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الصليب في 27 أيلول من كل عام.