أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن زيارة قريبة له إلى حاضرة الفاتيكان “لمعالجة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك النهوض بالعدالة والسلام في المنطقة، فضلا عن تشجيع الحوار بين الأديان نحو مزيد من التفاهم والاحترام”.
وقال في رسالة للمسيحيين لمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة “قريبًا سأتشرف بزيارة سمو البابا فرنسيس في الفاتيكان، ومما لا شك فيه أننا سوف نعالج العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك النهوض بالعدالة والسلام في المنطقة، فضلا عن تشجيع الحوار بين الأديان نحو مزيد من التفاهم والاحترام، وفي هذا السياق، نكرر موقفنا القوي بعدم السماح باستخدام اي كتاب مقدس كذريعة أو لتبرير تنفيذ أي نوع من الجرائم أو المخالفات”.
وأضاف “سنناقش أيضًا الاتفاق التاريخي بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي كمثال لبقية دول المنطقة بشأن كيفية تعزيز وجود المسيحيين ومؤسساتهم، المسيحيون هم ملح هذه الأرض، ونحن لا نتصور الشرق الاوسط من دون المسيحيين الأصليين، وسوف نستمر في التعاون مع رؤساء الكنائس في القدس، الذين هم جزء من فلسطين وشعبها، لتحقيق هذه الأهداف المشتركة”.
وقال “إن بيت لحم، مهد السيد المسيح، هي جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة التي لم تنجو من وحشية عقود من الذل والاستعمار والفصل العنصري التي مورست ضدها، إن مكان ميلاد يسوع هي مدينة تحيط بها 18 مستوطنة إسرائيلية غير شرعية ومقسمة بجدار الضم غير القانوني، بما في ذلك أحدث الخطوات الإسرائيلية غير القانونية ببناء الجدار في وادي كريمزان. لقد قطعت سياسات الاحتلال اتصال بيت لحم والقدس، وكلاهما جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ 2000 عام من المسيحية”.
وأضاف الرئيس الفلسطيني “نحن أمة تفتخر بنسيجها الاجتماعي، المسيحيون لم يكونوا أبدًا أقلية في فلسطين وإنما هم جزء لا يتجزأ من أمتنا. وكان بعض من أكثر قادة حركتنا الوطنية المجيدة من المسيحيين. وفي كثير من الحالات، كنا نعرف ديانة رفاقنا عندما استشهدوا ويشيعوا إلى المسجد أو إلى الكنيسة”.
وأشار إلى “اننا نرفض المحاولات الإسرائيلية لتضليل العالم فيما يتعلق بحقنا في الحفاظ على قدسية والوضع القائم للأماكن المقدسة في القدس، المدينة المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث. لقد ساهمنا أيضًا في ترميم كنيسة القيامة في القدس الشرقية المحتلة، وسوف نستمر في الحفاظ على تراثنا الوطني، بما في ذلك من خلال الحفاظ على الوضع القائم التاريخي لجميع المواقع الدينية، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك”.
وقال أبو مازن “نحن ملتزمون بالحفاظ على فسيفساء فلسطين، حيث تعايشت المساجد والكنائس لعدة قرون. إن التدابير لكتم الاذان من المساجد، أو المحاولات الفاشلة لتقسيم المسيحيين والمسلمين، تأتي من أولئك الذين لديهم عقلية عنصرية واستعمارية. منطقتنا تحتاج الدول التي تمنح حقوقا متساوية لجميع مواطنيها”.
وأضاف “بالتالي فإننا ندعو المجتمع الدولي لمنع المحاولات الإسرائيلية في تحويل الصراع السياسي إلى حرب دينية. وعلاوة على ذلك، فإننا ندعو جميع الدول إلى الانضمام إلينا في إدانة الحملة الإسرائيلية المدبرة من التهديدات والتحريض ضد مختلف منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والدولية وبرامجها في فلسطين، الأرض المقدسة، ولا سيما ضد المجلس العالمي للكنائس”.