بيت لحم –”وفا”:
أكد الرئيس محمود عباس، أن يده ما زالت ممدودة للسلام، وقال ‘كفى هذه البلاد المقدسة دماء وعذابا’.
وأشار الرئيس في كلمة بمأدبة غداء مع البطاركة المرافقين لبابا الفاتيكان فرنسيس في مدينة بيت لحم اليوم الأحد، إلى أنه أصدر قرارا يقضي بإعفاء الكنائس ومؤسساتها كافة من الضرائب.
وأضاف: نحن على وشك التوقيع مع دولة الفاتيكان والكرسي الرسولي على اتفاقية تمت بلورتها وصياغتها بصورة مشتركة، تؤكد حقوق وامتيازات الكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية في أراضي دولة فلسطين.
وقال الرئيس مخاطبا البطاركة، إن كل فلسطيني يتطلع بأن تكون زيارتكم برفقة قداسة البابا فرنسيس، فاتحة أمل لإنهاء الاحتلال والمعاناة، وتحقيق السلام القائم على العدل الذي يضمن لشعبنا حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعبّر الرئيس عن بالغ القلق لما يجري من أحداث مؤلمة في دول مجاورة شقيقة، متمنيا عودة الأمن والاستقرار، وأن يتغلب منطق الحوار بين أبنائها كافة، آملا أن يكون لقاء البابا فرنسيس مع البطريرك المسكوني بارثو- لوميوس في القدس بشرى ورسالة سلام لشعوب هذه المنطقة.
وفيما يلي كلمة الرئيس في مأدبة الغداء
أصحاب الغبطة والنيافة
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة
أرحب بكم وأحييكم، باسم شعبنا الفلسطيني، ويسعدنا اللقاء بكم والاحتفاء بحضوركم هنا في مدينة بيت لحم، مدينة مهد السيد المسيح، مدينة المحبة والسلام التي يتطلع أبناؤها مسيحيين ومسلمين، كما يتطلع كل فلسطيني في الوطن وفي الشتات، بأن تكون زيارتكم برفقة قداسة البابا فرنسيس، فاتحة أمل لإنهاء الاحتلال والمعاناة، وتحقيق السلام القائم على العدل الذي يضمن لشعبنا حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من حق شعبنا أن ينعم بالحرية والاستقلال كبقية شعوب الأرض، فينتهي هذا الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث، إنه حق وواجب أخلاقي وديني، فليس من العدل ولا من المنطق أن يستمر الاستيطان في بلادنا، وأن يجري تهويد القدس، ويُعتدى على الأماكن المقدسة، المسيحية والإسلامية، وأن يُمنع أبناء هذه البلاد من ممارسة شعائرهم الدينية في مدينة القدس المحاصرة بالجدار والمستوطنات والحواجز.
مددنا وما زلنا نمد يدنا للسلام، فكفى هذه البلاد المقدسة دماء وعذابا، وأملنا كبير بالله تعالى وبدعائكم وصلواتكم وجهود الخيّرين في هذا العالم، بأن يتحقق السلام في أرض السلام.
كما أننا نعبر عن بالغ قلقنا لما يجري من أحداث مؤلمة في دول مجاورة شقيقة، متمنين عودة الأمن والاستقرار، وأن يتغلب منطق الحوار بين أبنائها كافة، آملين أن يكون لقاء قداسة البابا فرنسيس مع البطريرك المسكوني بارثو- لوميوس في القدس بشرى ورسالة سلام لشعوب هذه المنطقة.
لقد كان لقداس وعظة قداسة البابا أطيب الأثر في نفوسنا وفي نفوس عشرات الآلاف من أبناء شعبنا والملايين الذين تابعوه عبر شاشات التلفزيون، فهو حدث تاريخي غير مسبوق، وهو مناسبة لأن يرى العالم ويتذكر أنه هنا ولد المسيح عليه السلام، وهنا على هذه الأرض سار الأنبياء، وهنا يوجد شعب يعاني وما زال يحمل صليبه.
أصحاب الغبطة والنيافة
أصحاب السعادة، السيدات والسادة
رغم كل إجراءات الاحتلال وسياساته نعمل بكل ما أوتينا من عزيمة وقوة على تثبيت بقاء أبناء شعبنا على أرض آبائهم وأجدادهم مسلمين ومسيحيين ودون تمييز، فنحن شعب واحد نتعرض لنفس المظالم وقرارنا أنه لا وطن لنا كفلسطينيين إلا فلسطين، فالدين لله والوطن للجميع.
واسمحوا لي أن أشير إلى أننا أصدرنا قرارا رئاسيا يقضي بإعفاء الكنائس ومؤسساتها كافة من الضرائب، ونحن على وشك التوقيع مع دولة الفاتيكان والكرسي الرسولي على اتفاقية تمت بلورتها وصياغتها بصورة مشتركة، تؤكد على حقوق وامتيازات الكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية في أراضي دولة فلسطين.
أكرر ترحيبي بحضور هذه القامات الدينية الرفيعة، وأود بهذه المناسبة أن أعبر عن تقديرنا لجهود اللجنة العليا الرئاسية لشؤون الكنائس، والمجالس البلدية الفلسطينية، ومجلس بلدية بيت لحم، وكل من عمل وساهم في إنجاح هذا الحدث التاريخي.
أحييكم مجددا، وإلى لقاء قريب إن شاء الله في رحاب عاصمة دولتنا، القدس، زهرة المدائن ودرة التاج.
والسلام عليكم ورحمة الله.