الأخبار

مسيحيو القدس في ضوء الأوضاع المتوترة في مدينتهم

نقلاً عن موقع البطريركية اللاتينية

على مدار الأيام الماضية، لم تتوقف الأوضاع في الضفة الغربية وإسرائيل من التدهور. في البلدة القديمة وفي حي النصارى في القدس، تثير الهجمات الأخيرة ردوداً مختلفة بين السكان.

تعتبر البلدة القديمة في القدس واحدة من أهم الأماكن الدينية والسياحية في الأرض المقدسة. في هذا الوقت، تشهد البلدة تراجعاً في أعداد الحجاج والسيّاح في شوارعها وأزقتها حيث يمكن سماع طائرات الهليوكبتر التي تحلق يومياً في سماء المدينة. وتنتشر في كل زاوية منها قوات الجيش الإسرائيلي في حين يفتح البعض من التجار محلاتهم التجارية، منتظرين استقبال الزبائن.

معظم الناس هنا خائفون، خائفون من السير في الشوارع والذهاب إلى عملهم وعدم قدرتهم الرجوع إلى بيوتهم في المساء، ولكنهم قلقون في الدرجة الأولى على أولادهم، فيحدثنا السيد حنّا* الذي يعمل كحرفيّ أن “في هذا الوقت، لا أدع أولادي يستقلون وسائل النقل العامة بل أنا أقوم باصطحابهم بسيارتي في الصباح والمساء”. حنّا عاش فترة الإنتفاضة الأولى ولكنه كان متواجداً في الخارج إبان الإنتفاضة الثانية. وصرّح “نحن لا ندري من سيكون الضحية التالية” مشيراً إلى أنه قلق جراء تصاعد العنف. ويقوم حنّا بإغلاق محله في وقت متأخر في المساء لكي يتجنب الناس في الشارع. حتى السير في المدينة يصبح أمراً صعباً حيث أن “إن الجميع في الشوارع يتبادلون النظرات، يلتفتون للتأكد أن كل شيء على ما يرام”. إن هذا الإرتياب المسيطر على الجو لا يؤثر على الجميع بنفس الدرجة، فالسيد إلياس*، 45 عاماً، والذي يعمل كتاجر يقول: “هذه ليست إنتفاضة، فلقد رأيت أحداثاً أسوأ من التي تحصل حالياً، فالأحداث الحالية لا يمكن مقارنتها بالذي حدث العام الماضي”.

كم من الوقت ستستمر موجة العنف هذه؟ إن الإجابة لهذا السؤال بالنسبة للبعض هو لطالما يقوم الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى، ستستمر الهجمات عليهم. بالنسبة للسيد جريس*، 62 عاماً والذي لم يرحل من القدس إطلاقاً، فيقول: “إن احترم الجميع الأماكن المقدسة، فسيقل التوتر”. من جهته يضيف عبد المسيح: “إن كان هناك توتر، فهذا بسبب دخول الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى من غير إظهار الإحترام، فإن دخل أحد كنيسة القيامة في هذه الطريقة فلن أقبل بذلك أبداً. أنا أريد أن تتوقف الإعتداءات لأننا بحاجة ماسة إلى السلام”.

إن الكثيرين قد تعبوا من هذا النزاع الذي يعقّد حياتهم اليومية حيث قام بعض التجّار بإغلاق محلاتهم خوفاً من الأوضاع الحالية بعد أن دعت مجموعات فلسطينية إلى المشاركة في “يوم الغضب” يوم الثلاثاء الموافق 13 تشرين أول 2015.

ويشير سكان البلدة القديمة إلى أن الحجاج والسيّاح ليسوا معرضين لهذه الإعتداءات حيث يعتقد السيد حنّا أن الكنيسة عليها أن تشجّع الحجاج المسيحيين على المجيء.

وفي مقابلة مع القاصد الرسولي المونسينيور لازاروتو، ذكّر سيادته بأهمية وجود الحجّاج في الأرض المقدسة لكونه مصدراً للتضامن والتقارب مع مسيحيي الأرض المقدسة، حيث من الجدير بالذكر بأنه إلى هذه اللحظة، لم يتعرض أحد من الحجاج إلى الخطر. ويجب على الحجاج القادمين إلى الأرض المقدسة أن يأتوا مستعدين من ناحية روحية ولوجستيّة لذلك على الحاج أن يختار شركة السياحة والطيران المناسبة.

* تم تغيير الأسماء

 

Print Friendly, PDF & Email
Shares: