١٥ أيار، ذكرى انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وقيام دولة اسرائيل التي احتلت ارضنا وشردت مذات آلاف الفلسطينيين ودمرت اكثر من ٥٠٠ قرية ومدينة فلسطينية، واصبح ذلك التاريخ ومنذ العام ١٩٤٨، ذكرى النكبة الفلسطينية المستمرة حتى اليوم وبعد احتلال كل اراضي فلسطين التاريخية في حرب ١٩٦٧، واستمرار السياسة التوسعية والاستيطان ومصادرة الارض وتهجير المواطنين وهدم بيوتهم ورفض القبول بالمنطق الدولي والقانوني الذي يقف ضد الاحتلال ويطالب بازالته وقد اصبح آخر احتلال في العالم تقريبا.
لقد تضاعفت اعداد شعبنا منذ النكبة سواد في الداخل الفلسطيني حيث يعيش نحو ١.٥ مليون إنسان، او في الضفة وغزة وكل بلدان المهاجر والشتات، وصار عددنا نحو ١٢ مليونا. وقد احيت، كما هي العادة في كل عام الجماهير الفلسطينية هذه المناسبة بالمسيرات والتجمعات التي رفعت اسماء المدن والقرى التي ينتمي اليها هؤلاء اللاجئون، وبمشاركة اطفال من الجيل الثالث او الرابع للنكبة مما يؤكد ان شعبنا لن ينسى كما قال بن غوريون حين زعم ان الكبار سيموتون والصغار سينسون .. وشعبنا اليوم متمسك بحقوقه كاملة ولن يتنازل عنها مهما كانت التحديات والمصاعب وسيظل كذلك، خاصة مع ازدياد التفهم الدولي لمواقفنا ومطالبنا العادلة ورفض الاحتلال وسياساته التوسعية.
وفي هذه المناسبة لا بد من صرخة قوية في آذان من يعنيهم الامر من القادة والمسؤولين على اختلاف توجهاتهم ومواقعهم وانتماءاتهم السياسية، بان عودوا الى مسؤولياتكم الوطنية وانهوا هذا الانقسام المدمر لان استمرار الانقسام يعني وبكل بساطة، استمرار حالة الضعف واستمرار النكبة باشكال وصور جديدة …!!
أهمية اعتراف الفاتيكان بالدولة الفلسطينية !!
اعلنت دولة الفاتيكان، اعترافها بالدولة الفلسطينية في حدود ٥ حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، كما تم الاعلان عن اتصالات ومسودة اتفاق لتنظيم العلاقات بين الدولتين، وتجيء هذه الخطوة قبيل اعلان قداسة البابا فرنسيس عن اعلان راهبتين فلسطينيتينبمرتبة القديسات وذلك في احتفال كبير سيقام اليوم بحضور الرئيس ابو مازن وعدد كبري من المسؤولين على مستوى العالم وآلاف المواطنين بمن فيهم مجموعة فلسطينية كبيرة.
قد تكون الفاتيكان دولة صغيرة المساحة ولكنها كبيرة النفوذ والتأثير لدى مئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك في كل انحاء العالم الذين سيؤيدون موقف الفاتيكان من الدولة الفلسطينية كل في اماكن تواجده، وبهذا تكتسب قضيتنا دعما قويا وواسعا على مستوى العالم، وهذا امر في غاية الاهمية واعتراف يستحق التقدير والاحترام.
وفي هذا السياق ايضا، فقد اعلن كبير اساقفة افريقيا السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام في عام ١٩٨٤، ديزموند توتو في رسالة الى الكنائس الانجيلية الالمانية عن دعوته لهم لكي يرفعوا الصوت عاليا والتضامن العلني مع الشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقلة، لان استمرار سياسة القمع والاستيطان الاسرائيلية ستجعل اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام الى جانب اسرائيل، امرا شبه مستحيل.
والاهم في صرخة كبير الاساقفة توتوهذه قوله لهذه الكنائس: كما صارعتم عام ١٩٨٠ بضمائركم الحرة الابارتهايد في جنوب افريقيا .. عليكم القيام بالعمل نفسه مع الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
ان هذا موقف هام آخر ويطال جانبا مهما من المجتمع الالماني ويجيء من شخصية دولية مرموقة .. مما يؤكد ايضا اتساع دائرة التفهم لنا ولحقوقنا ورفض السياسات الاسرائيلية التوسعية.
(القدس)