الأخبار

سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون ينشدون عدلا وسلاما وليس استسلاما وقبولا بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال “

شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم بمشاركة عدد من ممثلي الكنائس المسيحية في استراليا وقد كان عنوان هذه الندوة الافتراضية ” نعم من اجل العدالة والسلام في فلسطين الارض المقدسة ” وقد كان سيادة المطران المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة حيث خاطب المشاركين مباشرة من القدس باعثا اليهم رسالة المحبة والاخوة والسلام.

قال سيادته في كلمته بأن العالم المسيحي يستعد خلال الايام القادمة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وقد اضحت ساحات العواصم العالمية وشوارعها مزدانة بالانوار والزينة بكافة اشكالها والوانها وهذا امر حسن ولكنه ليس كافيا للتعبير عن احتفاءنا بهذا العيد المجيد وما اخشاه ان الافراط في الزينات وفي الانوار وفي الهدايا والالعاب قد يؤدي الى ان ينسى البعض صاحب العيد الحقيقي فيصبح العيد عيد الشجرة المزدانة وعيد بابا نويل بدل من ان يكون عيد ميلاد السيد المسيح ملك السلام والمحبة والاخوة.
لسنا من اولئك الرافضين لهذه المظاهر الاحتفالية التي تدخل الفرح الى النفوس وخاصة الى اطفالنا ولكنها ليست كافية لوحدها للتعبير عن فرحنا بهذا العيد المبارك.
ما اود ان اقوله لكم بأننا نتمنى من كل المحتفلين بهذا العيد بأن يلتفتوا الى ارض الميلاد والتجسد والفداء ، لا تنسوا ان مغارة الميلاد التي شع منها هذا النور السماوي هي في بيت لحم ولا تنسوا ان فلسطين هي ارض التجسد والفداء ولا تنسوا ان فلسطين الارض المقدسة هي البقعة المباركة من العالم والتي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
لا تنسوا اطفال فلسطين وشعبها فإذا ما كان المجوس في وقت من الاوقات قدموا الهدايا للسيد فما هو مطلوب منكم ان تقدموا الهدايا لشعب فلسطين واطفالها والهدية الاولى والاعظم والاسمى هي المحبة والتعاطف والوقوف الى جانب هذا الشعب المكلوم والمعذب والمظلوم .
نريد منكم ان تصلوا من اجل فلسطين وشعبها لاننا فقدنا الثقة بكثير من السياسيين في هذا العالم الذين اجندتهم هي اجندة المصالح والمال والسلاح .
نصيرنا هو الله وهو الذي يقف الى جانب المستضعفين والمتألمين والمظلومين فصلوا دوما من اجلنا ومن اجل مسيحيي بلادنا ومن اجل شعبنا المظلوم وقدسنا حاضنة اهم مقدساتنا المستهدفة والمستباحة بشكل غير مسبوق .
الفلسطينيون ينشدون عدلا وسلاما والسلام الذي يريده الفلسطينيون ليس سلام الاستسلام بل سلام الحق وعودة الحقوق السليبة الى اصحابها وتحرير الارض والانسان من الاحتلال الغاشم .
اننا كمسيحيين فلسطينيين ننتمي الى هذا الشعب وآلامه هي آلامنا وجراحه هي جراحنا ومعاناته هي معاناتنا ونتمنى ان يصل صوتنا الى كل الكنائس عندكم وفي سائر ارجاء العالم .
لا نريد للكنائس في عالمنا ان تتجاهل وان تتناسى معاناة الشعب الفلسطيني فالذي نحتفي بميلاده بعد ايام علمنا ان نكون دوما منحازين للمظلومين والمتألمين ومنكسري القلوب .
ولم يحثنا على ان نكون الى جانب الظالمين على حساب المظلومين ومن يناصر الظالمين ويتجاهل المظلومين انما تخلى عن القيم المسيحية ورسالتها السامية في هذا العالم .
التفتوا الى فلسطين وشعبها المنكوب والذي ضحى وما زال يضحي من اجل تحقيق حريته المرتجاه وامنياته وتطلعاته الوطنية .
نحن نرفض العنف والتطرف والكراهية ونعتقد بأن الانسان خُلق ليس لكي يكون قاتلا بل خُلق لكي يكون فاعلا للخير ومناديا بالحق والعدالة ، فلننادي معا وسويا بنبذ العنف والقتل والكراهية والتطرف والعنصرية وكلها مظاهر لا انسانية ولا اخلاقية تتناقض وقيمنا الايمانية والروحية .
نرفض ان يُضطهد اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او خلفيته الثقافية او الاثنية او لون بشرته فإننا نرفض التمييز العنصري والكراهية بكافة اشكالها والوانها وايا كان شكلها ولونها وايا كانت الجهة التي تروج لها .
الفلسطينيون مُضطهدون ومُستهدفون لانهم فلسطينيون يريدون ان يعيشوا بحرية في وطنهم وفي ارضهم المقدسة وهذا بحد ذاته جريمة مروعة بحق الانسانية .
وضع سيادته المشاركين في هذه الندوة في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال الاحياء والاموات لا سيما المقدسات والاوقاف والمقابر والاحياء المقدسية كما تحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
يُذكر انه شارك في هذه الندوة رجال دين من الكنائس في استراليا وحقوقيون وشخصيات اعلامية مناصرة للقضية الفلسطينية .

Shares: