دعا البابا فرنسيس، إلى اعادة بناء الثقة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
جاء ذلك خلال لقاء البابا فرنسيس، مع السلك الدبلوماسي المعتمد لدى حاضرة الفاتيكان لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وعبر البابا عن “استيائه من الجمود في عملية السلام بين وفلسطين وإسرائيل، وعن رغبته أن يرى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يعملان لإعادة بناء الثقة المتبادلة واستئناف المحادثات المباشرة بينهما للوصول إلى نقطة يعيش خلالها الشعبان بسلام وأمن في دولتين جنبا الى جنب بعيدا عن اليأس والكراهية، والعمل على عملية معالجة الماضي الاليم والدخول في المسامحة المتبادلة”.
بدوره، نقل سفير فلسطين لدى الفاتيكان، عيسى قسيسية، تحيات الرئيس محمود عباس للبابا الذي التقاه بـ4 تشرين الثاني الماضي في أجواء أخوية ناجحة من أجل ارساء العدل والسلام واقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وضمن الشرعية الدولية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والذي اعترفت فيه حاضرة الفاتيكان من خلال الاتفاقية الشاملة التي وقعت بين دولة فلسطين وحاضرة الفاتيكان بتاريخ 26 حزيران من العام 2015.
وعلى صعيد اخر عبر قداسته عن قلقه العميق الى الوضع في سوريا، حيث لا يرى هناك من افاق للامل وان المعاناة هناك مستمرة والمطلوب اصلاحات سياسية ودستورية لاعادة ولادة سوريا من جديد وبعيدة عن العقوبات والحروب .
وعن لبنان اشار قداسته الى الصلاة التي اقامها في الاول من تموز كرسه من اجل الصلاة للبنان وهنا اعاد قداسته الطلب من القوى اللبنانية ومعه المجتمع الدولي بالمساعدة لعمل الاصلاحات اللازمة في النظام اللبناني لتبقى لبنان مثالا للعيش المشترك والاخوة بين الطوائف المختلفة .
وعن العراق فقد تطرق الى زيارته الباباوية في شهر اذار للعراق وكانت الزيارة رسالة امل بعد سنين عديدة من الحروب والارهاب وطالب ان يعيش الشعب العراقي بكرامة كما كان وسلامة حيث اعتبر العراق هي منبع الحضارات ومن هناك دعا الله ابراهيم العمل لخلاص البشرية .
وفي اليمن تحدث عن استمرار المأساة لسنوات وبعيدة عن اضواء الاعلام العالمي والضحية الاكبر في هذا الصراع هم النساء والاطفال .
اما في ليبيا فعبر عن قلقه من استمرار العنف من الارهاب الدولي و استمرار الصراع الداخلي في السودان وفي اثيوبيا حيث اكد قداسته عن الحاجة بايجاد طريق المصالحة والسلام تأخذ بعين الاعتبار بالدرجة الاولى امن واحتياجات الناس .
وعن المفاوضات الدائرة بين ايران والقوى الدولية في فيينا، يأمل الفاتيكان بالوصول الى خطة شاملة للوصول الى نتائج ايجابية تؤكد على عالم اكثر امنا وعالم يسوده الاخوة والمحبة واعتبر ان امتلاك هذه الاسلحة النووية غير اخلاقي وطالب بأن نعيش في عالم خالي من اسلحة التقليدية والدمار الشامل .
و اللافت ان قداسته وفي المقدمة شكر السلك الدبلوماسي بحضوره اللقاء السنوي مع قداسته بالرغم من صعوبة الاوضاع وخاصة مع انتشار الجائحة و طالب بهذا الصدد قداسته بجهود مميزة من كل دولة لاخذ التطعيمات للشعوب للحد من انتشار الجائحة والاساس في هذا التوزيع المنصف للمطعوم وحيث انه اعتبر ان المطعومات ليس عصاة سحرية للشفاء التام ولكن يمثل بالاضافة الى علاجات اخرى التي بحاجة الى التطور وهي تبقى الحل الانسب لغاية اللحظة لمنع الوباء من الانتشار وفي هذا السياق ناشد قداسته جميع الدول لايجاد الية دولية وتحت وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتبني سياسة الشفافية التامة والتوزيع العادل للمطعومات والمعلومات التي تساعد على مواجهة هذا الوباء .
وعن قضية المهاجرين والهجرة فأكد قداسته موقفه على مبدأ استقبال المهاجرين والذين خرجوا من بلادهم قسرا وشردوا منها وكما قال وامام وجوه الاطفال والنساء والذين واجهوا امواج البحار والمعاناة وامام هذا الواقع الاليم فنحن كمسؤولين لا نستطيع الاختباء وراء الجدران و الاسلاك الشائكة تحت حجة حماية الامن او طريقة الحياة .
وهنا شكر قداسته كل انسان وكل حكومة يعملوا من اجل استقبال وحماية المهاجرين واحترام انسانيتهم والعمل من اجل انخراطهم في الدول المضيفة بالرغم من الصعوبات التي تواجهها هذه الدول المضيفة بسبب الاعداد الكبيرة امام حدودهم .
وفي الختام اكد قداسته ان قضية الهجرة والجائحة والتغيير المناخي اننا لا نستطيع ان نتعامل مع هذه القضايا الدولية بانفرادية وتتطلب هذه القضايا العمل المشترك والحثيث والحوار البناء باعتبار اننا عائلة انسانية واحدة .