يواصل مجلس كنائس الشرق الاوسط للسلام (CMEP) حزنه على الخسارة الفادحة للأرواح في إسرائيل وفلسطين. ومع تزايد أعداد القتلى والجرحى، نطلب من أصحاب الإيمان أن يظلوا ملتزمين بالصلاة والعمل من أجل وضع حد فوري لأعمال العنف. ومع ذلك، فإن وقف الصراع لن يحقق العدالة تلقائياً، ودون الاهتمام بالقضايا الأساسية للحرب والاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية فلن يكون هناك سلام حقيقي. وفي الوقت الذي تتجه فيه الحكومات نحو مزيد من الرد العسكري، يصلي مجلس الكنائس من أجل وقف تصعيد العنف. ونحث على بذل الجهود الدبلوماسية من جانب الولايات المتحدة، من خلال الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية الأخرى. في حين يشعر الكثير من الناس بالحزن على فقدان أحبائهم.
يدعو مجلس الكنائس إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وضبط النفس. كما يسعر المجلس بقلق عميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي طويل الأمد وغزو بري محتمل على غزة مما قد يؤدي إلى المزيد من الوفيات والدمار وحرب إقليمية أوسع نطاقًا قد يطال نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة وهم من الأطفال.
ويدين مجلس الكنائس التصريحات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية والتي تفيد بقطع الكهرباء والمياه والوقود عن سكان غزة. معتبراً أن هذه الأفعال عقابًا جماعيًا غير قانوني ومعقول ضمن القانون الدولي، وسيكون لنقص المياه والكهرباء والوقود والحصول على الإمدادات الطبية تأثير كارثي على ملايين المدنيين في غزة، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية فورية. ولذلك ندعو الى استئناف الكهرباء والمياه والغاز لشعب غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف الصراع حتى يمكن تقديم الرعاية الطبية الطارئة.
إن الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ليطلب من سكان غزة “المغادرة” غير واقعية على الإطلاق نظراً لأن جميع المعابر الحدودية داخل وخارج غزة مغلقة، والمغادرة ليست خياراً أمام أكثر من مليوني شخص يعيشون هناك. فيما يدعو مجلس الكنائس حركة حماس إلى عدم الإضرار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين. بينما نصلي الى عائلات الرهائن وعائلات جميع الذين أصيبوا أو فقدوا حياتهم في أعمال العنف التي وقعت في الأيام القليلة الماضية. ويدعو CMEP المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى التوقف عن دعم المعدات العسكرية والعمل ضمن الوسائل البديلة لحماية جميع المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فيما فشلت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ضمن عملها كشريك بناء في المساعدة على تأمين سلام عادل ودائم في إسرائيل وفلسطين. وخلال التوتر المتزايد، يناشد CMEP الحكومة الأمريكية الامتناع عن الخطوات التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم العنف وزيادة خطر توسيع الحرب إلى المنطقة. ويجب معالجة القضايا الأساسية للصراع، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: وقف توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وإنهاء الإفلات من العقاب الممنوح للمستوطنين عندما يهاجمون الفلسطينيين ومنازلهم وأراضيهم ومواقعهم الدينية، وإنهاء الحصار المفروض على غزة مع ضمان الأمن المشروع للإسرائيليين؛ وضمان حرية الوصول والتنقل للفلسطينيين. هذه هي من بين العديد من القضايا الأخرى التي لم تحمل الولايات المتحدة والعديد من أطراف المجتمع الدولي إسرائيل المسؤولية عنها منذ عقود.
وفي ظل الحزن على الأحداث المأساوية التي تحدث في غزة وإسرائيل، يظل CMEP ملتزمًا بالصلاة والإيمان بأن السلام ممكن حتى في هذه الأوقات المدمرة.