الأخبار

قيادة الكنائس المسيحية في القدس، تستضيف رئيس أساقفة كانتربري ويدعون إلى ضبط النفس، تهدئة العنف، وحماية المدنيين

فقد كنت جائعاً فأطعمتني، كنت عطشاناً فأسقيتني، كنت غريباً فاستضيفتني، كنت عارياً فكسوتني، كنت مريضاً فزرعتني، كنت في

السجن فأتيتني.” (متى 25: 35-36)

نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بعد أن اجتمعنا في صلاة مع ضيفنا الكريم رئيس أساقفة كانتربري ورأس الكنيسة الانجيلية جاستن ويلبي، في القدس ،نعلن موقفنا الواحد والذي نُع ّبر عنه بأقوى العبارات الممكنة عن إدانتنا للضربات الإسرائيلية التي استهدفت بدون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس بورفيريوسالأرثوذكسية في غزة في ليلة 19 تشرين الاول الجاري.

وأدت هذه الانفجارات إلى الانهيار المفاجئ والكارثي لقاعتين في الكنيسة، وكان ينام فيهما عشرات اللاجئين، بينهم نساء وأطفال. ووجد العشرات أنفسهم مصابين علىالفور تحت الأنقاض. أصيب العديد منهم بجروح خطيرة. وفي آخر إحصاء، قُتل ثمانية عشر شخصا، تسعة منهم أطفال.

وبإدانتنا لهذا الهجوم على مأوى وملحأ يحظى بقدسية، لا يمكننا أن نتجاهل أن هذا ليس سوى أحدث مثال على إصابة أو مقتل مدنيين أبرياء نتيجة لضربات صاروخيةضد ملاجئ أخرى يأوى إليها الناس كملاذ أخير. ومن بين هذه الملاجىء: المدارس والمستشفيات التي فر اليها اللاجئون بسبب هدم منازلهم في حملة القصف المتواصلةالتي شنت على المناطق السكنية في غزة خلال الأسبوعين

الماضيين.

وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بمؤسساتنا وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والدينية والإنسانية، فإننا، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، لا نزال ملتزمين، بشكلكامل، بالوفاء بواجبنا المقدس والأخلاقي المتمثل في تقديم المساعدة والدعم والملجأ للمدنيين المتضررين الذين يأتون الينا وهم في امس الحاجة لخدماتنا. وحتى في ظلمواجهة المطالب العسكرية المستمرة بإخلاء مؤسساتنا الخيرية ودور العبادة، فإننا لن نتخلى عن هذه المهمة النابعة من معتقدنا المسيحي، لأنه لا يوجد مكان آمن آخريلجأ إليه هؤلاء

الأبرياء.

وكما تذكرنا الاية أعلاه، فإن السيد المسيح يدعونا لخدمة الفئات الأكثر ضعفًا. ويجب علينا أن نفعل ذلك ليس فقط في أوقات السلام. يجب على الكنيسة أن تتصرفككنيسة وخاصة في أوقات الحرب، لأن المعاناة الإنسانية تكون في ذروتها. ومع ذلك، لا يمكننا إنجاز هذه المهمة بمفردنا.

ولذلك، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى فرض تدابير حماية فورية على أماكن اللجوء في غزة، مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاقالنار لأسباب إنسانية حتى يتسنى تسليم الغذاء والماء والإمدادات الطبية الحيوية بأمان إلى وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين في غزة، بما في ذلك تلكالتي تديرها كنائسنا.

وأخيرا، ندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف، والتوقف عن استهداف المدنيين بشكل عشوائي، والعمل ضمن القواعد الدولية للحرب. ونعتقد أنه بهذه الطريقة فقط، يمكنوضع اسس لاطار النشاط الدبلوماسي للتعامل مع المظالم التاريخية، حتى يُفتح المجال لتحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء أرضنا المقدسة الحبيبةسواء فيعصرنا هذا أو للأجيال القادمة.

بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس

Print Friendly, PDF & Email
Shares: