بيانات اخرىبيانات صحفية

رسالة عيد الميلاد من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس ۲۰۲۳

لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام.” (إشعياء 9: 6)

نحنبطاركة ورؤساء الكنائس في القدسنوجه تحية الميلاد إلى المؤمنين في جميع أنحاء العالم باسم ربنا يسوع المسيح، رئيس السلام،الذي ولد هنا في بيت لحم قبل أكثر من ألفي عام.

ونوجه هذه التحية، ونحن مدركون أننا نعيش واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في أرض الميلاد، فلقد أدى عنف الحرب خلال الشهرينوالنصف الماضيين إلى معاناة لا يمكن تصورها لملايين الأشخاص في أرضنا المقدسة، وتسببت فظائع الحرب بالبؤس والحزن لعائلات لاتحصى في منطقتنا، مستدعية صرخات تعاطف مؤلمة من .

جميع أنحاء الأرض بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في وقع هذه الظروف الصعبة؛ إذ يبدو الأمل بعيدا وخارج متناول اليد.

ومع ذلك، ؤلد ربنا يسوع المسيح في ظروف مشابهة للتي نعيشها اليوم؛ ليعطينا الأمل، فهنا يجب أن نتذكر أنه خلال عيد الميلاد الأول، لمتكن الأجواء بعيدة عن تلك التي نعيشها اليوم، وهكذا واجهت السيدة العذراء مريم والقديس يوسف صعوبة في العثور على مكان؛ لولادةابنهما؛ فقد كان هناك قتل للأطفال، وكان هناك احتلال عسكري، وكانت العائلة المقدسة قد اضطرت إلى النزوح كلاجئين، ولم يكن هناك سببللاحتفال لأي سبب سوى ولادة ربنا يسوع المسيح.

ذلك، وسط ذلك الحزن، ظهر الملاك للزعاة؛ ليعلن رسالة الأمل والفرح لكل العالم: “لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.”

(لوقا ۲: ۱۰۱۱).

في التجسد الإلهي، جاء المسيح إلينا مثل عمانوئيل،الله معنا” (متی ۱: ۲۳)؛ ليخلصنا ويفدينا، وكان ذلك؛ ليفي بكلمات النبي إشعياء: “الرب مسحنيلأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر” (إشعياء 61: ١٢؛ لوقا4: ۱۸۱۹).

هذه ، هي الرسالة الإلهية للأمل والسلام التي تلهمنا في وسط المعاناة؛ فقد ولد المسيح نفسه، وعاش في وسط معاناة كبيرة، بل إنه كانيعاني من أجلنا حتى موته على الصليب، ومن أجل أن نبدأ نحن بالعيش في الأمل وسط ظلمة العالم (يوحنا 1: 5).

وبروح عيد الميلاد، نحنبطاركة ورؤساء الكنائس في القدسنستنكر جميع الأعمال العنيفة، وندعو إلى وقفها، وندعو شعوب هذه الأرضإلى البحث عن نعم الله؛ لنتمكن من التعلم كيف نسلك معا في سبل العدل، والرحمة، والسلام.

وأخيرا، ندعو المؤمنين وجميع أولئك الذين لديهم إرادة صالحة إلى العمل بلا كلل من أجل إغاثة المظلومين والسعي نحو سلام عادل ودائم فيالأراضي المقدسة التي تحظى بمكانة خاصة لدى الديانات السماوية الثلاث.

سيولد أمل عيد الميلاد مرة أخرى وفق هذه السبل ، بدءا من بيت لحم والقدس إلى أقاصي المعمورة؛ تحقيقا لكلمات زكريا، أنسيشرق نورالعلو من فوق لإضاءة الذين جلسوا في ظلمة وظلال الموت، ليهدي أقدامنا في طريق السلام” (لوقا ۱: ۷۸۷۹).

بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس.

Print Friendly, PDF & Email
Shares: