وجه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، الدكتور رمزي خوري، رسالة عاجلة إلى بطاركة الكنائس ورؤسائها في جميع أنحاء العالم، دعاهم فيها إلى التحرك العاجل دفاعاً عن الوجود المسيحي في الأرض المقدسة، في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الرسالة أن السياسات الإسرائيلية تهدف إلى “طمس الوجود المسيحي الفلسطيني، وحرمانه من حقوقه الدينية والوطنية، وارتكاب انتهاكات جسيمة تطال المقدسات، وتمارس القتل والتهجير القسري والتطهير العرقي في أنحاء فلسطين كافة، من القدس والضفة الغربية إلى قطاع غزة المحاصر”.
أكد خوري، أن الاحتلال الإسرائيلي صعّد بشكل غير مسبوق من انتهاكاته خلال احتفالات عيد القيامة وسبت النور هذا العام، خصوصًا في سبت النور، حيث حوّل مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية ومنع آلاف المصلين من الوصول إلى كنيسة القيامة، بما في ذلك رجال الدين والحجاج والدبلوماسيين، وعلى رأسهم القاصد الرسولي المطران أدولفو تيتو يلانا، سفير الفاتيكان لدى دولة فلسطين، الذي مُنع بطريقة مهينة وغير مسبوقة، في خطوة تُعد تصعيدًا خطيرًا في استهداف الطابع المسيحي للمدينة المقدسة وتجريد الأعياد من مضمونها الروحي.
وحذّرت الرسالة من “سياسة منهجية تقوّض الحرية الدينية وتستهدف رموز المسيحية”، حيث سُمح فقط لـ1,800 مسيحي من أصل أكثر من 50,000 من الضفة الغربية بالدخول إلى كنيسة القيامة هذا العام، مقارنةً بأكثر من 10,000 في الأعوام السابقة، بينما تعرّض كثير منهم للمنع أو الإهانة على الحواجز العسكرية في تشديد اكثر قساوة من السنوات السابقة.
وأشارت الرسالة إلى أن إسرائيل “تشنّ حملة مالية خانقة ضد المؤسسات الكنسية في القدس من خلال فرض ضرائب باهظة وغير قانونية، في خرق صارخ للوضع القائم التاريخي “ستاتيكي”، بالإضافة إلى تكرار الاعتداءات على دور العبادة والرموز المسيحية، ما يهدد التراث الديني المسيحي في المدينة.
وأشارت الرسالة إلى أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن سياسة متكاملة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وتقويض حقوقهم الدينية والوطنية، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. كما تناولت الرسالة الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، مشيرة إلى التدمير الواسع الذي طال البنية التحتية، والمؤسسات الكنسية، ونزوح غالبية العائلات المسيحية إلى داخل الكنائس.
ودعت اللجنة الرئاسية الكنائس العالمية إلى اتخاذ مواقف علنية وواضحة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق المقدسات، وضمان حرية العبادة، ومساءلة إسرائيل بموجب القانون الدولي، مؤكدة أن “الصمت لم يعد مقبولاً، وأن الوقت قد حان للكلمة الصادقة والفعل الجريء”.