الأخبار

الرئاسية العليا تشارك في احتفال بمناسبة مرور مئة عام على تدشين كنيسة البلوطة المقدسة (المسكوبية) في الخليل

شاركت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين في الاحتفال بمناسبة مرور مئة عام على تدشين كنيسة البلوطة (المسكوبية) في مدينة الخليل اليوم، إلى جانب وفود دينية ورسمية من فلسطين وروسيا واليونان، في أجواء روحانية عبّرت عن عمق الحضور المسيحي وتجذره في أرض فلسطين.

حضر الاحتفال كل من غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، والمتروبوليت أنطونيوس، رئيس قسم العلاقات الخارجية الكنسية الروسي، والسفير الروسي أناتولي فيكتوروف، وعدد من المطارنة من روسيا واليونان، ورئيس البعثة الروحية الروسية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة والأردن الأرشمندريت فوسيان زمايوس، ومستشار الكنيسة لدى الأراضي الفلسطينية يوري روماشوك، ومحافظ الخليل خالد دودين، ونائب المحافظ الدكتور رفيق الجعبري، وعدد من الآباء الكهنة والمصلين من جميع المحافظات. فيما مثل اللجنة الرئاسية عضويها الدكتور سمير حزبون ومدير مكتب بيت لحم جهاد خير، إلى جانب مدير العلاقات العامة والإعلام رائد حنانيا.

استُهلت الاحتفالية بقداس احتفالي ترأسه غبطة البطريرك ثيوفيلوس، شارك فيه لفيف من الكهنة وجمع غفير من المصلين القادمين من مختلف المحافظات الفلسطينية، تلاه استقبال رسمي وكلمات ترحيبية أكدت على رمزية المناسبة دينياً وتاريخياً، ودورها في تعزيز جذور الإيمان المسيحي في فلسطين.

مثّل رئيس اللجنة الرئاسية بهذه المناسبة عضو اللجنة الدكتور سمير حزبون والذي نقل تحيات فخامة الرئيس محمود عباس وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين الدكتور رمزي خوري في كلمة ألقاها بالنيابة عنه، مؤكداً اهتمام خوري الكبير بهذه المناسبة، الذي لم تسمح له الظروف للحضور شخصيا، وشدد في كلمته على الأهمية الروحية والتاريخية لشجرة البلوطة، بوصفها شاهداً حياً على صمود وتاريخ الإيمان المسيحي في فلسطين، ورسالة سلام تجمع بين الشعوب.

وفي كلمته، قال غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث إن “إيماننا متجذّر كجذور الزيتون، ونور المسيح فينا لا ينطفئ ما دامت هذه الأرض تنبض بالحياة”، مؤكداً أن الكنيسة ستبقى شاهدة على حضور الإيمان المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة.

وخلال الاحتفال، قدّم حزبون هدية تذكارية باسم الدكتور رمزي خوري إلى المتروبوليت أنطونيوس تقديراً لمشاركته وحضوره.
بدوره، عبّر الأرشمندريت فوسيان زمايوس، رئيس البعثة الروحية الروسية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة والأردن، عن اعتزازه بالعلاقات الروحية الوثيقة التي تجمع الكنيسة الروسية مع الكنائس الفلسطينية، ووجّه تحية تقدير إلى الدكتور خوري واللجنة الرئاسية العليا وطاقمها، مشيداً بالتعاون الوثيق والدعم الذي تقدمه اللجنة في تعزيز حضور الكنيسة الروسية وخدمتها في الأراضي المقدسة.
من جانبه، أشاد السفير الروسي أناتولي فيكتوروف بجهود السلطة الفلسطينية واللجنة الرئاسية في حماية المقدسات المسيحية، ورعاية المجتمع المسيحي في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً تقديره الكبير للاهتمام المستمر بهذه القضايا.

كما تشكر اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين الأجهزة الأمنية على جهودهم في تأمين وتنظيم هذا الاحتفال، وضمان سيره بسلاسة تعكس صورة فلسطين الحضارية وروحها الوحدوية.

واختتمت الاحتفالية برسائل حول أهمية الحفاظ على جذور الإيمان المسيحي في فلسطين، مؤكدين أن شجرة البلوطة في الخليل ستظل رمزاً لتجذر الإيمان المسيحي ورسالة سلام وتلاقي بين الشعوب.

يُذكر أن كنيسة البلوطة المقدسة (المسكوبية)، تُعدّ من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في فلسطين. شيّدتها البعثة الروسية الأرثوذكسية عام 1925 في موقع يُعرف باسم “ممرا”، حيث تُروى فيه قصة ظهور الرب لإبراهيم الخليل عليه السلام عند شجرة البلوطة المباركة، رمز الضيافة والإيمان. وتُجسّد الكنيسة بمعمارها الفريد وارتباطها بالشجرة التاريخية عمق الحضور المسيحي في أرض الإيمان، واستمرارية رسالة السلام التي انطلقت منها إلى العالم.

Shares: