يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى مرور 68 عامًا على اقتلاعه وتشريده من أرضه ووطنه، من خلال تنظيم مسيرات وزيارات للقرى المهجرة تعبيرًا منهم على أن ذكرى النكبة الفلسطينية خالدة في وجدانهم وبأن حق العودة غير قابل للمساومة.
شرّد معظم أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم ووطنهم وهدمت العصابات الصهيونية أكثر من 530 قرية ومدينة عربية فلسطينية بعد طرد سكانها منها قسرًا لمنع عودتهم إليها.
وتكبدت النكبة الفلسطينية بطرد أكثر من 840 ألف مواطن فلسطيني وتشريدهم في مواقع الشتات والمخيمات في الأردن وسوريا ولبنان وفي المهجر.
يذكر أن دولة إسرائيل أقيمت على 78 بالمئة من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، وذلك في العام 1948، فيما بقي حوالي 150 ألف فلسطيني في المناطق التي قامت عليها دولة إسرائيل مهجرين في وطنهم، بينما قتلت العصابات الصهيونية ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال النكبة.
وبهذا الصدد، قال فخري بشتاوي (79 عامًا) صاحب الأصول الحيفاوية الذي عاش الهجرة عام 1948.
وسرد بشتاوي خلال حديثه عن هجرته من حيفا حتى وصوله إلى البلدة القديمة في مدينة عكا، قائلًا إن ‘الحياة في حيفا كانت جميلة ورغيدة، منتعشة بالحيوية والانفتاح الاقتصادي، حيث لم نكن نشكو من أي شيء حتى صدمنا بهجرة اليهود إلى فلسطين، ومن هنا بدأت الأحداث والمظاهرات والإضراب الأطول للشعب الفلسطيني عام 1936’.
وأشار إلى أن ‘الشعب الفلسطيني لم يكن له كلمة وقيادة رسمية في ذلك الحين سوى زعماء الدول العربية الذين وللأسف الشديد، لم يؤدوا دورهم تجاه طرح قضايا شعبنا والمطالبة بحقوقهم آنذاك’.
واستذكر قائلًا إنه ‘على سفوح جبل الكرمل كان هناك منطقة تدعى حواسة، وهي عبارة عن مجمع عربي فلسطيني كان يسكن فيه الآلاف، حيث وفي إحدى الليالي وقعت المذبحة بحق أبنائها وكان بينهم زوج خالتي، إذ شهدنا في حينه هروبهم من أعلى الجبل إلى مكان سكننا وهم بلباس النوم، الأمر الذي دبّ في نفوسنا الرعب والخوف تحسبًا من أي هجوم قد يستهدفنا’.
وأضاف أن ‘العصابات الصهيونية كانت تطلق علينا النار ليلًا ونهارًا، علمًا أن السكان العرب الفلسطينيين لم يكونوا مسلحين، وكنا نتناوب الحراسة في ساعات الليل مسلحين بأدوات حادة، وفي إحدى الليالي أبلغنا الدلال بهجوم اليهود وبأن علينا التوجه إلى الميناء، وعلى الفور توجهنا إلى الميناء بلباس النوم ووسط هطول الأمطار، حيث كانت المراكب تنتظرنا هناك حتى أوصلتنا إلى عكا’.
وتابع أنني ‘فقدت طفولتي في ذلك الحين جراء المؤامرة التي حلت بشعبنا الفلسطيني، حيث أن شعبنا لم يحارب كما ولم يكن واعيًا سياسيًا آنذاك، علمًا أن النخبة التي كانت واعية سياسيًا هجّرت إلى لبنان وسوريا’.
وأكد قائلًا إنني ‘على ثقة بأن العودة باتت قريبة وأن شعبنا الفلسطيني سينتصر، كما وأرى بأن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس قريبة جدًا، وهي حق لشعبنا لا يمكن التنازل عنه أبدا’.
وأنهى حديثه قائلًا إنه ‘بالنسبة لمحاولات تهويد عكا من السكان العرب على حساب فرض طابع يهودي بالمدينة، كنا قد أفشلنا مخططين لترحيلنا إلى جديدة المكر، وسنستمر بالنضال ورفض كل مخطط يقضي بترحيلنا، ولن نتنازل عن منازلنا من أجل تلقي المال على الرغم من نجاحهم مع البعض، ومن هنا أناشد أهالي عكا العرب بالتمسك بانتمائهم وقوميتهم العربية الفلسطينية’.