الأخبار

المرأه وانتخابات البلديه

لقد كفلت اعتماد الكوته النسويه في دول العالم ومن بينها دوله فلسطين  حق  تمثيل المراه  في الحياه السياسيه وكانت نسبه الكوته مختلفه بين الدول وترواحت من 20% – 50% اما في فلسطين فقد تم اعتماد ال 20%  للكوته النسويه بعد جهد كبير للحركه النسويه الفلسطينيه  حيث حظيت المراه الفلسطينيه بوجود حركه نسويه فاعله رسمت طريق اشراك  المراه في الحياه السياسيه والاجتماعيه ولقد كلفها هذا كثيرا من العمل الدؤوب من اجل تثبيت مبدا الكوته النسويه. 

ففي البدايات لطرح الكوته في التسعينات من القرن الماضي وعند اول انتخابات تشريعيه عمل الاتحاد العام للمراه الفلسطينيه بقوه فائقه من اجل تطبيق الكوته وقد عمل ايضا  على المستوى السياسي لاقناع القياده السياسيه باهميه وضع قانون الكوته في الانتخابات لضمان حق المراه في المشاركه امام المجتمع  الفلسطيني الذكوري ، وعلى المستوى التشريعي من خلال المجلس الوطني الفلسطيني لتشريع الكوته النسويه لتصبح قانونا ملزما  وعلى المستوى الشعبي  من خلال اللقاءات الشعبيه للجنسين لخلق الوعي في المجتمع لضروره تطبيق الكوته.  

وايضا تم نشر البعض القليل من الكتابات عن الكوته واهميتها اذكر منها كتابات الاخت المناضله  خديجه ابو علي  وكانت انذاك عضوه في الامانه العامه للاتحاد العام للمراه الفلسطينيه  وقد عملت بصفتها الاعتباريه وبايمانها الشخصي عن الفكره  ليلا نهارا من اجل ترسيخ وتطبيق قانون الكوتة النسويه  في فلسطين.

وفي تلك المرحله كنت شخصيا ضد كافه انواع الكوته ومنها الكوته النسويه لاسباب تتعلق بالثقافه والبيئه التي تربيت بها والتي اعطتني الحق مثل اخي او زميلي الذكر في كافه المناحي الحياتيه . 

ولكن وبعد عملي في القطاع العام قدرت اهميه ادراج الكوته  النسويه في المنظومه السياسيه الفلسظينيه وهنا اود تسجيل عظيم شكري وامتناني لا وبل اعتذاري ايضا لعدم قبولي لا بل ومعارضتي  للكوته النسويه انذاك وذلك  لكل تلك السيدات اللواتي عملن طويلا من اجل احقاق حق الكوته النسويه  في النظام السياسي الفلسطيني. 

واود ايضا ان اشكر القياده  الفلسطينيه ممثلا بالرئيس ابو مازن الذي اقر ووقع على اعتماد  قانون الكوته النسويه بنسبه 20%.  

وبالحقيقه وبعد  اعتماد قانون الكوتة النسويه في التشريع الفلسطيني  وفي منهاج الحياه السياسيه الفلسطينيه  حصدت النساء جزءا هاما في التمثيل في الحياه العامه فاذا ما قارنا ما بين نتائج المجلس التشريعي الاول والمجلس التشريعي الثاني  (اي بعد اعتماد الكوته)  لوجدنا  تاثير  اعتماد الكوته النسويه على نتائج الانتخابات وذلك بتمثيل اكبر للمراه في المجلس التشريعي . الثاني .

وهنا ايضا اريد تسجيل شكري وتقديري الى كافه المؤسساسات التي عملت من اجل تطبيق نظام الكوته النسويه . 

الان وبعد هذا المخاض الدؤوب لتثبيت الكوته النسويه والعمل مبدئيا بها ليصبح منهجا هاما للبقاء عليه وتقويته والعمل على زياده نسبه الكوته النسويه في التمثيل ، ولكن وقبل ذلك ومن اجل انجاح نظام الكوته النسويه علينا ان نعمل على استراجيتين هامتين: 

١- حسن اختيار النساء اللواتي سيمثلن الكوته النسويه في المواقع العامه .  

٢- توعيه النساء على القيام بدورهن واثبات الذات وعدم التبعيه المطلقه   

 والان انتقل الى القوائم التي تم تقديمها الى اللجنه المركزيه للانتخابات تحضيرا لانتخابات البلديات والانتقادات الواسعه  التي وردت على شبكات التواصل الاجتماعي جراء وضع ورده او فراشه او زوجه فلان او كريمه  علان في القوائم . 

اننا كمجتمع   فلسطيني بكل اطيافه الدينيه والاجتماعيه والسياسيه منذ الازل عشنا ولا زلنا نحترم المراه ووضعها وحرماتها ولم يسجل في تاريخنا ظاهره قمعت و/او جردت المراه من كيانها ومشاركتها الحياه والراي  واقول ظاهره وليس افرادا . 

كما ان المراه الفلسطينيه قد اثبتت  عبر التاريخ وليومنا هذا  حضورها الاخلاقي والاجتماعي والديني والثقافي والاسري والسياسي وحافظت على كينونتها كامراه رافعه لمجتمعها واسرتها ووطنها حتى في احلك الظروف وكانت  دائما ولا تزال عصيه عن الظواهر الاجتماعيه الفاسقه رغم ظروف القهر والفقر التي مرت بها جراء النكبات السياسيه التي حلت علينا كشعب فلسطيني ، وبهذا يحق لها وبعد اجتيازها لهذه التجارب الطويله ان تمتلك الراي وتشارك بالقرارات الوطنيه والسياسيه والاجتماعيه للوطن . 

وعليه وامام ما تقدمت به بعض القوائم الانتخابيه من ورده … فراشه… زوجه فلان … او كريمه علان ….والذي به الغاء لهويه المراه في التمثيل ارى ان المسؤوليه والحل لذلك تقع على الجميع : 

١- المراه ذاتها فاذا ارادت ان تكون ممثله في النظام السياسي فعليها انً تكون ثابته في الراي واثقه من شخصيتها لتمثيل دورها بشكل فاعل وذو راي يخدم المجتمع بشكل فعال . وهنا اريد توضيح بانه بهذا لا يعني قط بما يمكن وصفه تمرد  المراه على زوجها او عائلتها او مجتمعها او يعني تخطي للدين . فالرجل الفلسطيني معروف بانه يحترم المراه وياخذ برايها حتى لو ” مش عالمكشوف” 

اما بالنسبه الى الدين فلقد اعطى الدين الاسلامي الحنيف مكانه للمراه في الحياه السياسيه والاجتماعيه منذ عهد النبي ( صلعم) وهناك الامثله العديده من النساء في التاريخ العربي اللواتي قدمن الراي والشورى وكانت لهن الاحترام وحسن الاستماع منهن خوله بنت الازور والخنساء وخديجه بنت خويلد…..

لذا ارى بان المراه الغير قادره على تحمل هذه المسؤوليه الاجتماعيه عليها بالتنحي عن دورها وافساح ذلك لمن يستطعن القيام بذلك 

٢-الفصائل والاحزاب السياسيه الفلسطينيه : نطالبها بمراجعه ادبياتها ووضع سياساتها مكتوبه بخصوص الكوته النسويه واطلاع والزام اعضاءها بها 

٣-وزاره المراه ، الاتحاد  العام للمراه الفلسطينيه ، والحركه النسويه الفلسطينيه والتي يجب عليها ان تاخذ زمام المبادره خلال فتره الطعون للعمل على التوضيح مع الفصائل والاحزاب السياسيه ولجنه الانتخابات المركزيه ، ومسؤولي القوائم والمرشحات لتوضيح فكره اثبات هويه المراه في القوائم 

٤- لجنه الانتخابات المركزيه : عليها بالتوضيح حسب الانظمه التي لديها  او ايجاد حلول ايضا وبالتعاون مع النظام السياسي والفصائل والاحزاب والحركه النسويه الاجابه على الاسئله التاليه: 

– هل ممكن تقديم مرشح /ه بدون اسم رباعي ؟ 

– هل ممكن عدم معرفه صوره المرشح/ه ؟ 

– اما بالنسبه   لزوجه  فلان او كريمه علان ، ماذا لو كان هناك اكثر من زوجه اوً كريمه من منهن ستكون ؟؟؟؟ 

اسئله  في ذهن الجميع بحاجه الى توضيحها وعلاجها على وجه السرعه لكي نحافظ على النسيج الاجتماعي الجميل والاصيل للشعب الفلسطيني، النسيج الذي ورثناه من اجدادنا  الكنعانين وحافظنا عليه رغم كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من ويلات التهجير والقتل والدمار والقمع وضغوطات الفقر والقهر .

الان ونحن في صدد بناء دولتنا العتيده من الاولى لنا ان تكون لبناه هذا البناء : الحريه ، الديمقراطيه ، احترام الفرد ، والتعدديه الدينيه والفكريه ،  ولا ننسى بان احدى معايير تقدم الشعوب  حسب المعايير الدوليه هو تطور المراه ، احترامها ومشاركتها في الحياه السياسيه والاجتماعيه.

 

Shares: