الأخبار

البطريرك صبّاح يكتب: “من وحي الضجة بسبب عبارة مسيئة للمسيحيين”

نحن المسيحيين إلى أين؟
ونحن المسلمين والمسيحيين إلى أين؟
الأوضاع العامّة لكل فلسطين متردِّية في غاية التردّي.

إنّنا نقول للسلطة الفلسطينية: من واجبها أن تصحّح الأخطاء، عندما تحصل وليس من واجب الأفراد. من واجبها أن تُعِدَ النفوس وتنشِّئ الأجيال حتى لا تقع الأخطاء. من واجبها أن تضع مناهج للتربية تربِّي مواطنين متساوين. ونقول لحماس، التربية الإسلامية للمسلم حقّ وواجب، مثل التربية المسيحية للمسيحي. والحياة الاجتماعية للمسلم شأن المسلم، المسؤول والمواطن. ولكن لا يجوز أن تفرض حياة المسلم الاجتماعية على المسيحي. حماس أيضًا يجب أن تعمل على ترسيخ المساواة بين المواطنين، مع احترام الحياة الدينية لكل مواطن، وحرية الحياة الاجتماعية لكل مواطن.

نحن المسيحيين إلى أين؟ السؤال موجَّه إلينا، إلى أنفسنا، لا إلى غيرنا. ما هو مستقبلنا؟ هل نبقيه بين أيدينا؟ هل نصنعه بأيدينا، أم يصنعه غيرنا لنا، إن نحن استسلمنا للخوف أو الطائفية؟ مستقبلنا بين أيدينا، ويجب أن يبقى بين أيدينا، لا بين أيدي غيرنا. سنكون، وسيكون مستقبلنا ما نريد نحن أن يكون. لهذا يجب أن نكون، نكون ما نحن، مسيحيين مواطنين إنسانًا مساويًا لكلّ إنسان. وهذا بيدنا.

قد يقال الاعتداءات في المجتمع كثيرة، بدءًا من الاعتداء السياسي الكبير أي الاحتلال إلى الاعتداءات والأخطاء في داخل مجتمعنا، وتنامي الطائفية بصورة عامّة، بدل الإيمان الصادق والمحبّ والمحترِم لكل مؤمن، على أي دين كان.

نحن نقول إن مستقبلنا في يدنا، ويجب أن يبقى في يدنا. ولكن تردي الأوضاع يجعل مستقبلنا في أيدي غيرنا. إننا نعيش أيّامًا، تدعو كلّ المسؤولين إلى المراجعة، إخلاصًا للمستقبل الذي نريده، وإخلاصًا للحاضر الذي ما زال مجبولًا بالموت. وتدعو كل المسيحيين وكل المسلمين أن يكونوا مسيحيين لا طائفيين، ومسلمين لا طائفيين. إن كان المسلم مسلمًا، والمسيحي مسيحيًا، احبّ كل واحد منهم أخاه، لأنه من دينه أو لأنه نظيره في الخلق.

Shares: