الأخبار

مؤتمر القضاء الكنسي الإقليمي في الأردن

نقلاً عن موقع ابونا- على مدار ستة أيام، عقد في منطقة البحر الميت، المؤتمر الإقليمي –الأول من نوعه- للمحاكم الكنسية الكاثوليكية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بتنظيم من المحكمة اللاتينية في كلّ من عمّان والقدس، بالتعاون مع جامعة اللاتران البابوية المختصة بتدريس القانون الكنسي والعام، بهدف الاطلاع على «الجديد» في أصول المحاكمات الكنيسة، فيما يختص بالزواج والعائلة ومتعلقاتها.

انقسم المؤتمر إلى قسمين، الأول: ورشة عمل للأساقفة وكهنة الرعايا والقضاة، وذلك لدراسة الجديد الذي أتت به البراءة (أو الارادة) البابوية، وهي وثيقة حبرية مرتبطة بمسألة إيمان أو مصلحة عامة أو مسائل قضائية، وعنوانها: «يسوع العطوف الرحوم»، وهي تختص باستحداث إجراءات وتسريعها في حالة «التأكد» من وجود سبب مبطل للزواج. ونلاحظ هنا أن الكنيسة لا تستخدم مصطلح «طلاق»، وإنما «بطلان زواج» في حالة التأكد من وجود سبب ما لم يكن متوفرًا قبل انعقاد الزواج. وفي الإرادة الرسولية الجديدة تم استحداث مصطلح: «إجراءات التقاضي المختصرة»، في حالة بطلان الزواج الواضح، على أن يكون المطران المحلي هو القاضي في هذه الحالات.

أما القسم الثاني والأكبر، فكان بحضور عدد من المحامين الكنسيين من الأردن ودول الشرق الاوسط (فلسطين، ومصر، وسوريا، والعراق، ولبنان)، ومختصين من إيطاليا. وأطلق عليه اسم: «المؤتمر الخامس»، مع إضافة الإقليمي. وتم إطلاع المحامين على الإجراءات الجديدة. وتوضيح أمر في غاية الأهمية، وهو أنّ الزواج في تعليم الكنيسة المستحدث لم ينله أي تغيير في وحدانية الزواج وعدم إنحلاله. وهو ما يعرف شعبيًا بالمثل القائل: «مثل الزواج الكاثوليكي». لكن الجديد في الأمر هو تسريع إجراءات بطلان الزواج في حالة التيقن، من قبل تقرير من كاهن الرعية وقرار الأسقف المحلي، بأنّ بطلان الزواج واضح في أسبابه. وللعلم بعد الحصول على بطلان زواج فقط، بإمكان الزوجين عقد زواج جديد.

تم في المؤتمر كذلك الاطلاع على الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس بعنوان «فرح الحب»، وهو خلاصة تفكير أساقفة العالم على مدار عامين، حول الزواج والدفاع عن قيم العائلة، في خضم التحديات الأخلاقية التي تعصف بالعالم اليوم، ومنها: الإنجاب، واستغلال القاصرين، واضطهاد الأقليات، والفقر، واتحاد بين أشخاص مثليين (ولا يسمّى زواجًا)… مبينًا الأهمية القصوى لتقبّل البنين بحبٍّ من يد الله تعالى، وتربيتهم بموجب الشرائع الدينية الرفيعة.

من أجمل اللحظات التي عاشها المشاركون من أخفض بقعة في العالم، رفع الصلاة من أجل العائلة، وصون وحدتها وانسجامها في عالم العنف والإجرام والتهجير. ومن ناحية ثانية برزت صلاة ضرورية مقتبسة من القديس توماس مور الإنجليزي، الذي كان محاميًا في القرن السادس عشر، وتم قطع رأسه حين لم يقبل طلاق الملك هنري الثامن من كاترين. واطلق عليها عنوان: صلاة المحامي، ويقول فيها:

«أيها الرب إلهي، كنّ معي في مكتبي، استمع معي الى حكايات موكّلي، إقرأ معي في مراجعي، كن دائماً إلى جانبي، فلا أخسر نفسي من أجل كسب قضية». صلاة صدى لكلام السيد المسيح: «ماذا ينفع الانسان – وهنا المحامي – لو ربح العالم كله، وخسر نفسه».

Print Friendly, PDF & Email
Shares: