أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى السنوية الثالثة عشرة على استشهاد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، في قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم الجمعة، ومنحت جائزة ياسر عرفات للتميز لمفتي فلسطين الشيخ محمد حسين، والبطريرك ميشيل صباح لدورهما البارز في خدمة فلسطين والقدس. جاء ذلك، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، ووزراء وسفراء دول عربية وأجنبية.
وتقدم البطريرك صباح بالشكر لمؤسسة ياسر عرفات، وقال وقفتي مع الشيخ محمد حسين لها رمز كبير، يقول إننا نسعى لواقع يكون فيه المواطن الفلسطيني إنسانا ومواطنا لا يفرق بين فلسطيني وآخر شيئا سوى كفاءته، إننا مؤمنون، مسلمون ومسيحيون، نريد أن يكون المسلم مخلصا لربه في إسلامه وللمسيحي مخلصا لربه في مسيحيته، والإخلاص في الدين لا يفرق بين مؤمن ومؤمن، ووقفتنا اليوم معا رمز يقول لنا أن نسعى ونتجاوز العقبات لنصل إلى اليوم الذي يكون فيه كل فلسطيني، فلسطينيا وإنسانا.
وأضاف أن “سلام الله، هو حق وعدل وحرية ودولة مستقلة والقدس عاصمة، وصلاتنا في القدس العاصمة من دون تصاريح”.
وبين أن جائزة اليوم تذكر بحلم ياسر عرفات، حلم الدولة الفلسطينية الذي نؤمن أنه سيتحقق، وغياب الدولة سببه ظلم غيرنا لنا، والدولة التي ننشدها تتطلب فلسطينيا يسع قلبه أكثر من نفسه وحزبه، يوسع كل الفلسطينيين، والظالمين ليرضخ لكل ما هو عدل وسلام.
من جهته، قال المفتي محمد حسين إنه موقف عظيم وشرف كبير مع الشهادة وذكرى لشهداء الكبار وفي مقدمتهم الشهيد الرمز القائد ياسر عرفات. وأضاف، كان يقول الشهيد القائد أبو عمار دائما نحن نحمي المقدسات المسيحية والإسلامية فظن البعض أنه قدم المسيحية على الإسلامية خطأ، وقال لا أنا أقصد ذلك، نحن الحماة والسدنة لكل المقدسات، ولعل هذه الفسيفساء لم تفارقه أبدا.
وقال الحمد لله : ادعو الجميع بلا استثناء الى العمل الجاد لاستدامة المصالحة وفاء لياسر عرفات وتضحيات شهدائنا ومعاناة اسرانا.
وقال الحمد لله : في القدس، التي فيها تفتحت عينا الزعيم ياسر عرفات لأول مرة، وعشق ترابها وأزقتها، ولم يمر له حديث إلا وذكر فيه مآذنها وأسوارها وكنائسها، أبرزت الأحداث المتسارعة قبل أشهر، إرادة شعبنا المرابط الصامد فيها وصلابة مؤسساته الدينية والوطنية، وتلاحم أطيافه وقواه ومكوناته لحماية القدس ومقدساتها. فأثبتوا أنهم أصحاب الأرض وحراس الهوية، وأن الحق والثوابت الوطنية لا تسقط بالتقادم.
من جهته، قال ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، علينا أن “نبدأ بالتمسك الحاسم بهويتنا وهدفنا الوطني المركزي، فنحن أهل البلاد الأصليين، نحن شعب دولة فلسطين التي أعلنا استقلالها واعترف بها العالم، ونحن مع كل ذلك من ارتضى التسوية السياسية وسعى للسلم والسلام، معنى هذا أن دولة فلسطين قائمة، لا يمنحنا إياها أحد.
وقال رئيس لجنة الجائزة علي مهنا، إن لجنة الجائزة تلقت عشرات الترشيحات، التي درستها بعناية وفق نظام الجائزة.
وبين أن لجنة الجائزة قررت منح الجائزة لمفتي فلسطين والديار المقدسة سماحة الشيخ محمد حسين، ولغبطة البطريرك ميشيل صباح، تقديرا وعرفانا لدورهما البارز في خدمة فلسطين والقدس.
وكانت مؤسسة ياسر عرفات قد أطلقت الجائزة التي تصل قيمتها إلى 25 ألف دولار، مع مجسم رمزي تمت صناعته في أكثر من دولة، وتمنح لفرد أو مؤسسة أو فريق عمل تقديرًا لما أنجزه في مجالات العمل الوطني أو الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأكاديمي.
وحددت مجموعة من مسوغات هذه الجائزة بأهمية أن يتمتع العمل بالأصالة والإبداع، وأن يكون قد رسخّ نهجًا قياديًا في المجال المحدد، وأن يكون الجهد المبذول في إنجاز العمل كبيرًا ومؤشرًا على المثابرة والالتزام، وأن يكون قد أثر بشكل إيجابي ومستدام على نطاق واسع تعمّ الفائدة منه على المجتمع الفلسطيني، وأن يحظى كذلك بالتقدير الشعبي وخاصة بين الفئات التي تأثرت به مباشرة.
ألف مبروك لغبطة البطريرك صبّاح وسعادة المفتي حسين.