أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ” أن قرار الولايات المتحدة الأميركية الأخير بالاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، لا يشكل انتهاكا للشرعية الدولية فحسب بل يعتبر أقسى الظلم بحق الشعب الفلسطيني، وتعديا عليه وعلى مستقبله، كما أنه يشعل فتيل الحرب ويقتل جميع المحاولات الهامة لإيجاد حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية، التي كانت وما تزال جرح العالم النازف منذ لحظات اندلاعها”.
وشدد يازجي على أن “القدس هي محجة الأنظار بالنسبة لنا جميعا وهي قضية نحملها منذ نشأتها في قلوبنا جميعا، وقد عبرت جميع شخصيات الكرسي الأنطاكي المقدس الأرثوذكسي، والبطاركة أسلافنا عن موقفهم الواضح والصريح تجاه قضية القدس”.
وذكر يازجي بما قاله البطريرك الياس الرابع أن القدس العربية “ستبقى مدينة للإيخاء والسلام والمحبة والعدل، وستبقى راية العرب على اختلاف مذاهبهم”، كما ذكر بما قاله اغناطيوس الرابع في أحد بياناته “الفلسطينيون هم أصحاب البيت، كيف يجوز تحويلهم من بيتهم إلى زائر وعابر سبيل، القدس قدس اذا كانت المدينة والشعب، لا المدينة دون الشعب، ولا الشعب دون مدينة، القدس لأهلها لا للعنصرية، والعنصرية في القدس كما في كل مكان لطخة في جبين الحق والعدالة، وفي القدس نلتمس وجه الله.”
ودعا جميع القوى والهيئات الفاعلة في العالم “لكي يدركوا أن القدس هي منبع القداسة في العالم، وعاصمة القداسة، وأن قداستها في حجارتها وفي شعبها الذي ينبغي المحافظة عليه وعلى حقوقه، من أجل أن تبقى القدس مدينة السلام وملتقى وروافد التوحد والتوحيد في العالم أجمع”.
بدوره، أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي “أن ما يعكر تجليات رحمة الله ويعرقلها هو، بكل أسف، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل والأمر بنقل السفارة الأميركية إليها”.
واعتبر الراعي أن القرار يخالف قرارات الشرعية الدولية، ويتحدى الإرادة الدولية والإقليمية، ويوجه صفعة للفلسطينيين والمسيحيين المشرقيين والمسلمين وكل العرب؛ ويهدم جسور السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، ويشعل نار الانتفاضة الجديدة ويحول أورشليم (مدينة السلام) إلى مدينة حرب، وبذلك اعتداء على قدسيتها وعلى الله”، داعيا إلى “العودة نهائيا عن هذا القرار الهدام واعتباره كأنه لم يكن”.
من جهته، تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة كيف لهذه المدينة أن تفقد هويتها العربية وتصبح مكانا يشهد على اضطهاد وسحق للمؤمنين بالله؟ مؤكداً أن القدس كانت وستبقى، في وعينا المسيحي الكنسي، مدينة السلام “أورشليم”.
وتابع عودة “كثيرون تغنوا بالقدس، وكتبوا أشعار وقصائد، معددين ما تجمعه هذه المدينة المقدسة من ميزات. ليس عبثا أنها سميت زهرة المدائن، إذ إنها زهرة سلام بيضاء تجمع بين حناياها الأخوة في الله مسيحيين ومسلمين، لأنه ليس هناك أخوة حقيقية إلا بالله.”
وأكد أنها المكان الذي “نتوق جميعا إلى زيارته والسير في طريق الجلجلة”، داعياً “رغم هذه السحابة السوداء المحيطة بمنطقتنا العربية عموما، وبقدسنا العربية خصوصا” إلى رفع الدعاء والصلاة إلى طفل مغارة بيت لحم.