القدس – وكالات – قام البابا فرانسيس الأول صباح اليوم بزيارة تاريخية للمسجد الاقصى حيث إستقبله وفدان أردني برئاسة الأمير غازي بن محمد وفلسطيني ضم كل من مفتي القدس محمد حسين، وحنا عميره، وعدنان الحسيني، وعيسى قسيسية، وأحمد الرويضي، والدكتور هشام نصار، وعدد من العلماء المسلمين في غرفة “القبة النحوية” بالمسجد.
جاءت الزيارة في اليوم الثالث والاخير من زيارته للاراضي المقدسة.
ودعا البابا فرنسيس المسلمين والمسيحيين واليهود الى “العمل معا من اجل العدالة والسلام”.وقال الحبر الاعظم في زيارته التي رافقه فيها بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي برثلماوس ان الاديان السماوية الثلاث ترى في النبي ابراهيم “ابا في الايمان”.واكد البابا في لقائه مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين: “لنحترم ونحب بعضنا بعضا كاخوة واخوات، لنتعلم ان نفهم ألم الآخر ولا نستغل احد باسم الله لممارسة العنف، ولنعمل معا من اجل العدالة ومن اجل السلام”.
من جهته، قال المفتي في استقباله البابا في مقره: “السلام في هذه البلاد لن يكون الا بانهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة”، مشيرا الى ان الجميع يتطلعون لدور البابا “الفاعل لوقف العدوان المستمر على ابناء شعبنا وارضنا ومقدساتنا، وتمكين المسلمين والمسيحيين من ابناء شعبنا من الوصول الى اماكن عبادتهم بحرية لاداء شعائرهم في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وهذا ابسط حقوقهم الدينية والانسانية”.ودخل البابا لوقت قصير الى مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي ومشى في باحات المسجد. وبعدها توجه البابا الى حائط المبكى حيث صلى.واقترب البابا الارجنتيني من الحائط ووضع يده عليه لعدة دقائق وهو صامت ثم قام بفتح مغلف ابيض واخرج منه ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة قرأها امام الحائط.وبحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية كتب على الرسالة “قدمت هنا للصلاة الى الله ليحل السلام”.وبعدها عانق البابا كل من صديقيه القديمين حاخام بوينوس ايرس ابراهام سكوركا، والبروفسور المسلم عمر عبود رئيس معهد الحوار بين الاديان في العاصمة الارجنتينية.
وسيلتقي البابا مرة اخرى ايضا مع الطوائف المسيحية الاخرى خاصة الارثوذكسية في تقارب تاريخي كان المحطة الرئيسية في هذه الزيارة وذلك بعد نحو خمسين عاما على القمة التاريخية بين البابا بولس السادس راس الكنيسة الكاثوليكية والبطريرك أثيناغوراس بطريرك القسطنطينية في القدس.وكان البابا دعا في ختام قداس في بيت لحم الاحد بيريز ونظيره الرئيس محمود عباس للذهاب الى الفاتيكان للصلاة معه من اجل السلام.وقال البابا “ادعو الرئيسين بيريز وعباس الى ان يرفعا الصلوات معي (…) وسأقدم بيتي في الفاتيكان ليستقبل تلك الصلاة (…) كلنا نرغب في السلام والكثير من الاشخاص يصنعونه يوميا عبر بادرات صغيرة. كثيرون هم الذين يعانون ويتحملون بصبر جهود العديد من المحاولات لبنائه”.وسارع عباس الى قبول الدعوة. وقال كبير المفاوضين الاسرائيليين صائب عريقات لوكالة فرانس برس “وافق الرئيس على دعوة بابا الفاتيكان وابلغ قداسته بموافقته” مشيرا الى ان الزيارة ستكون “في 6 من حزيران/يونيو المقبل”.في المقابل لم يكن جواب بيريز واضحا. فقد قال على لسان المتحدث باسمه انه “يرحب بدعوة البابا فرنسيس” لكن من دون ان يوضح ما اذا كان سيلبيها ام لا.