رام الله- القدس دوت كوم- ترجمة خاصة- على مر السنوات العشر الماضية قام المسيحيون العراقيون بالفرار من منازلهم الى قرى آمنة على سفوح الجبال، بحثاً عن مأوى آمن من اعمال العنف التي تحدث في البلاد.
والان يكررون الامر ذاته بعد سيطرة الجماعات السنية المسلحة على شمال العراق، لكن هذه المرة الامر مختلف، فالبعض قال انهم لا يريدون العودة الى منازلهم مرة اخرى وذلك وفقاً لتقرير نشرته وكالة الانباء الامريكية “AP”.
وخلال العقد الماضي ووفقاً لدراسات فان ما يقارب نصف المسيحيين العراقيين فروا خارج البلاد هرباً من الهجمات التي تقوم بها الميليشيات السنية على كنائسهم.
وقالت لينا 57 عاما من الموصل: “لقد هربت من منزلي انا وعائلتي بعدما هاجمت الميليشيات المسلحة المدينة ووصلت الى القوش، وهي بلدة تقع في شمال العراق على بعد 40 إلى 50 كيلومترا شمال مدينة الموصل”.
واضافت: “في كل يوم كنا نذهب الى الفراش ونحن خائفون، ولم نعرف الراحة في منازلنا، مثل بقية المسيحيين الذين فرو الى هنا”.
وفي الوقت الحالي، يقوم المسيحيون باخلاء المدن التي يعيشون فيها وتعود الى مئات السنين بما فيها منطقة كلدو وآشور بالاضافة الى الكنائس الارمنية. ووفقا لمحافظ المدينة صبري بوتاني فان ما يقارب 160 عائلة اغلبيتهم من الموصل كانوا قد فروا الى بلدة ألقوش.
والقوش هي بلدة تقع في شمال العراق على بعد 40 إلى 50 كيلومترا شمال مدينة الموصل ونصف سكانها هم من المسيحيين والنصف الآخر من الاكراد، وقامت قوات البشمركة الكردية بالانتقال الى المدينة من اجل حمايتها.
ويعتبر الكثير من المسيحيين ان المناطق الكردية هي مناطق ليبرالية وآمنة لهم.
ووفقاً لأبو زيد وهو مهندس فان “كل مسيحي يفضل ان يعيش في كردستان وانه لن يعود مجدداً الى الموصل”.
واضاف: “انه امر مخزي لان الموصل هي اهم مدينة للمسيحيين في العراق، والموصل هي المدينة التي يوجد فيها قبر النبي يونس، وقدر عدد المسيحيين الذين ما زالوا في المدينة ب 2000 شخص”.
وفي العراق كان يقدر عدد المسيحيين بمليون نسمة قبل الغزو الامريكي في العام 2003، اما الان ووفقاً لمسؤولين في الكنائس فان ما يقارب 450،000 مسيحي يتواجدون حاليا في العراق.
واستهدفت الميليشيات المسلحة المسيحيين في بغداد وفي الشمال وعملوا على حرق كنائسهم.