بيت لحم – وفا – دعا رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وفدا من الشبان الفلسطينيين المغتربين، للتعريف بالقضية الفلسطينية والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا يوميا من قبل الاحتلال، على المستوى الرسمي في الدول المقيمين فيها.
وقال الحمد الله خلال مشاركته، يوم الاثنين 23/6/2014، في المؤتمر الدولي الثالث للشباب الفلسطينيين المغتربين في قصر المؤتمرات في بيت لحم، إن قدومهم هو دعم معنوي للشباب في فلسطين، وهم خير سفراء لنقل معاناة شعبهم، مشددا على ضرورة اهتمامهم بالتعليم، كونه ركيزة بناء الوطن ومؤسساته.
وأضاف الحمد الله، رسالتنا هي التزام فلسطين بمبدأ السلام، وبحل الدولتين والوصول إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وكانت مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، افتتحت مؤتمرها الثالث للشباب الفلسطيني المغترب، بحضور شباب برنامج ‘اعرف تراثك’ للمغتربين الذين قدموا من خمس قارات وعشر دول ليتعرفوا على وطنهم وجذورهم .
وحضر المؤتمر محافظ بيت لحم جبرين البكري، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، والمطران عطا الله حنا، ورئيس مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية راتب ربيع، والمدير الإقليمي للمؤسسة انطوني حبش، ورئيس الغرفة التجارية سمير حزبون، ومساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون الإبداع والتميز بمحافظة بيت لحم ابراهيم الشاعر.
ونقل البكري تحيات الرئيس محمود عباس للمؤتمر، مؤكدا أن الرئاسة تواصل العمل من أجل إنجاز وتحقيق المشروع الوطني، داعيا إياهم للعمل من أجل فرض الوجود الفلسطيني في كل المحافل السياسية والاجتماعية والثقافية والسياسية ببلدان اغترابهم لمساعدة القيادة التي تناضل سياسيا.
وأشار إلى أهمية مساندة شعبنا لمواجهة خطة الاستهداف الإسرائيلي التي بدأت بعد إعلان فلسطين عن حكومة الوحدة، مشددا على أن المطلوب منا الانتباه وبلورة خطة فلسطينية موحدة نكون من خلالها قادرين علي التحدي، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد جرنا لمربعها الأمني والعسكري.
ودعا البكري الشباب الفلسطيني إلى إسناد قضايا شعبنا خصوصا قضية الأسرى التي هي اليوم بأمس الحاجة لمزيد من الاهتمام.
من جهتها، قالت معايعة، إنها سعيدة بوجودها مع شباب فلسطين اليوم ونقلت تحيات رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورحبت بالشباب المغترب.
وثمنت عمل مؤسسة الأراضي المقدسة وبالمبادرة التي عملت علي ربط الشباب بالمهجر، موضحة أن عدد الفلسطينيين في المهجر والاغتراب واللجوء وصل إلى ٧ ملايين ونجاح المشروع سيساهم بالترويج لفلسطين على كافة النواحي السياسية والاقتصادية والسياحية.
وتحدثت عن واقع السياحة وازدهارها وأهمية العمل من اجل فلسطين سياحيا في بلدان اغترابهم خاصة بعد الانجازات السياسية والتراثية التي كان آخرها إدراج بلدة بتير ضمن قائمة التراث العالمي مما سيحمي الأرض والتراث من خطر الهدم والجدار الإسرائيلي.
بدوره، أشار حبش إلى أهمية وجودنا اليوم كفلسطينيين من كل الوطن الفلسطيني من الداخل ومن الخارج لنتجمع لهدف واحد ألا وهو التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية.
وأكد أهمية البناء على مثل هذا المؤتمر الخاص والمتميز انطلاقا من تميز برنامج اعرف تراثك الذي يهدف لربط الشباب الفلسطيني الذي لم يزر فلسطين يوما بجذوره وهويته الوطنية والروحية والثقافية.
من جهته، رحب ربيع بالحضور باسم المؤسسة في ثالث مؤتمر متميز بفلسطين وشبابها اللذين أحضروا ذكريات ذويهم لعيشوها بأنفسهم في وطنهم الأم فلسطين.
وأوضح أن برنامج اعرف تراثك يتكون من 17 يوم لكن هذا اليوم من أهم أيام البرنامج لأنه يشكل لهم فرصة للقاء الإخوة، كما أنه يوم مهم لأنه سيتناول البحث في آليات و كيفية الانطلاق بالعمل كشباب فلسطين بالداخل والخارج، رغم أنه لكل همومه، فشباب الداخل تحت الاحتلال وشباب الخارج بلا جذور وبالتالي فإن مهمتنا اليوم جميعا هو إعادة هذه الجذور.
وقال ربيع: ‘إن الألم يوحدنا والمعاناة تجمعنا والإرادة تقوينا’، موضحا ما تعرض له الوفد، مسلمين ومسيحيين، من معاناة على الحدود.
وتخلل فعاليات المؤتمر، فقرة لتعريف الشباب المغترب، وتحدثت إحدى المشاركات باسم الوفد عن تجربتها وتجربة زملاءها.
وتحدثت عن التجربة وزيارة فلسطين، موضحة أنهم قدموا للتعرف والتعلم عن فلسطين وقالت: ‘تعلمنا حياة شعبنا اليومية ولن ننساها أبدا وسنعمل من أجل حرية فلسطين.
وفي ختام الافتتاح الرسمي، قدم ربيع وممثلين عن المغتربين دروعا وهدايا تذكارية باسم برنامج ‘اعرف تراثك’ لوزيرة السياحة ومحافظ بيت لحم والمطران عطا الله حنا تقديرا لهم على حرصهم على إنجاح فعاليات المشروع.
وفي سياق آخر، التقى رئيس الوزراء البطريرك ميشيل صباح، والمطران منيب يونان، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية زياد البندك، وسفير فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، وشارلي حداد، ومحافظ بيت لحم جبرين البكري، ورئيس لجنة الصناديق العربية جواد ناجي.
وأطلعه الوفد على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات المسيحية خاصة في القدس، وضرورة الحفاظ عليها من كافة محاولات التهويد وتغيير الهوية الوطنية لها، وتعزيز وجود الإرث الوطني المسيحي في المناهج الفلسطينية.
وأكد الحمد الله مبدأ الأخوة التاريخي والنسيج بين كافة الطوائف في فلسطين على مر التاريخ، مشددا على أن التاريخ المسيحي هو جزء أصيل في تاريخ فلسطين وتراثها.