الأخبار

الإعلان عن إنتهاء الأزمة في مدرسة راهبات الوردية بالقدس

القدس – على قاعدة التسامح والتصافح وفي لقاء جماهيري حاشد في قاعة مدرسة راهبات الوردية ببيت حنينا، حضره مندوبا عن مؤسسة الرئاسة حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية

لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني وممثلي القوى الوطنية والإسلامية في القدس وحشد من أهالي الطالبات واولياء الأمور وممثلي المجتمع المقدسي، بالإضافة الى إدارة المدرسة وفي المقدمة منها الراهبة اورطانس نخلة مديرة المدرسة ونائبتها الراهبة لوسي جاد الله، واعضاء من الهيئة التدريسية، اعلن فيه عن إنتهاء الأزمة في مدرسة راهبات الوردية .

وفي هذا الاجتماع عبر المتحدثون عن إعتزازهم وإفتخارهم بمدرسة راهبات الوردية كواحدة من أعرق القلاع التعليمية والتربوية في مدينة القدس، ودورها في تنشئة الاجيال مثمنين الدور الريادي والقيادي للمديرة الاخت أورطانس نخلة التي نذرت نفسها لخدمة الوطن والقدس والعلم. وساهمت بشكل فعال في إحداث نقلة نوعية في المدرسة على صعيد الرقي والتطوير وتحقيق أعلى النتائج والتميز على صعيد العملية التربوية، وهو ما انعكس في تفوق طالباتها في إمتحانات الثانوية العامة، وكذلك المساهمة الجادة والفاعلة في كافة الأنشطة التربوية والثقافية والوطنية .

“المدرسة تقدم خدماتها وتحتضن طالباتنا المقدسيات دون تمييز”

كما أكد الجميع على “ان المدرسة تقدم خدماتها وتحتضن طالباتنا المقدسيات دون تمييز على أساس ديني او طائفي، وتلك رسالة المدرسة التي تحرص على تأديتها على الدوام”، وأشار الجميع الى ان مدينة القدس كانت على مر الزمان والسنين مدينة المحبة والتسامح والأخوة والعيش المشترك والوحدة بين أبناء شعبنا الفلسطيني، الذين يجمعهم نفس الهدف والمصير والاستهداف من الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يفرق بين احد من ابناء الشعب الفلسطيني، ويعمل ليل نهار من اجل تهويد مدينتنا وأسرلتها وإحتلال وعي طالبتنا والسيطرة على ذاكرتهم، حيث شرعت بلدية القدس ودائرة معارفها في تطبيق المنهاج التعليمي الإسرائيلي على العديد من المدارس المقدسية الحكومية كمقدمة للسيطرة على العملية التعليمية كاملة في مدينة القدس”.

اجتماع ادارة المدرسة مع الرئيس

ومما يذكر بهذا الشأن وبترتيب من اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس قام وفد من راهبات المدرسة برئاسة الاخت اورتانس نخلة مديرة المدرسة بالالتقاء مع الرئيس ابو مازن في مقر المقاطعة في رام لله يوم الاثنين 2 ايلول حيث اكد امامهم بان السلطة الوطنية لن تسمح بأي تمييز على اساس ديني وانه سيتخذ ما يلزم من اجراءات للحفاظ على مسيرة المدرسة التعليمية.منمنلشؤون الكنائس 

الاخت اورطانس مديرة المدرسة تشكر كل من ساهم بحل هذه الأزمة

وخلال الاجتماع الذي جرى في قاعة المدرسة، شكرت الاخت اورطانس نخلة مديرة المدرسة كل من ساهم وعمل وبذل جهداً من أجل حل هذه الأزمة، مؤكدة على ان مدرسة راهبات الوردية ستبقى قلعة عربية فلسطينية صامدة ومنارة للعلم في قلب مدينة القدس تحتضن طالباتها من كل ألوان الطيف المقدسي الفلسطيني دون تميز وبإحترام وتقدير عال لكل معتقداتهم الدينية داعية الى “ان يكون هذا الاجتماع بداية جديدة لمواصلة مسيرة الوردية والبقاء اقوياء بحب الوطن والاخلاص بالعمل وتجسيد الوحدة الوطنية والمسيحية الاسلامية والتكاتف بين الجميع لما فيه مصلحة بناتنا ومجتمعنا ومدينتنا ولابعاد شبح الفتنة والشقاق راجية ان تبقى دوما رسالة الجميع رسالة محبة واخاء وتعاون” .

الحسيني: القدس ستبقى شامخة برجالاتها ونسائها وشيوخها وراهباتها وقساوستها

من جانبه، اعتبر الحسيني “الاختلاف بالرأي ظاهرة صحية الا انها لا تقلل من وحدتنا وهو ما تعزز في ازمة مدرسة راهبات الوردية والتي منذ بدايتها كانت من الماضي، حيث التفاف جميع ابناء شعبنا من اولياء الامور والفعاليات الشعبية بمختلف اطيافها حول المدرسة والحرية والحقوق الطبيعية وهذا كان له الاثر الفعال في القفز عن الالام حفاظا على وحدتنا وتعايشنا القائم على احترام الاخر ودوره في العملية المجتمعية والتحررية مقدمين نموذجا يحتذى به في ارجاء العالم” .

واكد الحسيني “ان مدينة القدس ستبقى شامخة برجالاتها ونسائها وشيوخها وراهباتها وقساوستها ، وفي تصديهم جميعا للتهديدات التي تعترضها”، منوها الى “ان الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجات والمخاطر ما يدعو الى تكريس التكاتف والالتحام ونبذ الخلافات واحترام الاخر وتفويت الفرصة على المتربصين والنظر بتفاؤل وأمل حفاظا على نسيجنا المجتمعي والاجتماعي ولحمتنا الوطنية والمسيحية الاسلامية”، مثمنا الجهود التي بذلت من ادارة المدرسة ورجالات الدين الاسلامي والمسيحي وجميع اولياء الامور والجهات الرسمية والشعبية والوطنية وسعيها لتطويق الازمة .

عميره: المبدأ الاهم في حل هذه الازمة تمثل في ابقائه وطنيا فلسطينيا

بدوره، اوضح حنا عميره اعتماد وسيلة الحوار لحل هذه الازمة على قاعدة نبذ الصراع والتسامح الديني الذي نصت عليه الاديان السماوية  ,وجاء في كلمته امام الاجتماع : بداية ان اتوجه بالشكر – لكل من ساهم في عقد هذا الاجتماع ونحيي كل من توسط وعمل واستثمر جهدا لاحتواء ازمة غطاء الراس, جماعات ومؤسسات وافراد. وأود ان اخص بالشكر الرئاسة الفلسطينية – الرئيس ابو مازن الذي استقبل وفدا من راهبات المدرسة برئاسة المديرة الاخت اورتانس نخلة المحترمة والشكر موصول للبطريرك الصباح وللمطرن وليم الشوملي / ولمديرة وادارة المدرسة/ وللقوى الوطنية والاسلامية ولأولياء الامور حيث ساهم كل حسب امكانياته وجهوده……

-لقد توحدنا جميعا للوصول الى حل لهذه الازمة عن طريق الحوار؛ وتمكنا عن طريق الحوار من التوصل الى نتائج ايجابية للحفاظ على المدرسة ونظامها، وذلك للاستمرار في اداء دورها الوطني التربوي والقائم على الاحترام الكامل لجميع المعتقدات.

وعلى قاعدة التسامح ونبذ الصراع، قمنا وتابعنا دورنا خلال الفترة الماضية للحفاظ على وحدتنا ووحدة نسيجنا المجتمعي.فالتسامح يفترض الحوار والاحترام في كل الحالات بما فيها حالة الاختلاف في الرأي، وهو يؤسس للتعددية والمجتمع المدني والتسامح يقر الاختلاف ويقبل التنوع.

ومن الواضح ان قيمة التسامح الديني تتمثل في كونه يقتضي التسليم بأنه اذا كان لهؤلاء وجود فلأولئك وجود، واذ كان لهؤلاء دين له حرمته فلأولئك دين له الحرمة نفسها، واذا كان لهؤلاء خصوصية ثقافية لا ترضى الانتهاك فلأولئك خصوصية ثقافية لا تقبل المس بها.

هذا هو المعنى الحقيقي للاحترام والمساواة والقبول بالآخر.

اضافة الى الحوار، فقد حاصرنا مرض الفتنة في مهده متيقنين ان اسباب هذه الازمة ليست دينية وانما ادارية وعالجناها في هذا الاطار.

واما المبدأ الثالث الذي اعتمدناه فيتمثل في ان الحل يجب ان يكون وان يبقى وطنيا فلسطينيا وعدم اللجوء الى أي طرف اجنبي –أي اسرائيلي – في ما يخص شأننا الداخلي.

وضمن هذه الاسس، تعاون الجميع وابدت ادارة المدرسة واولياء الامور جميعا ما يكفي من المرونة والصبر لاحتواء هذه الازمة، ومن اجل التصدي الى تحديات كبرى لا تزال تواجهنا في مدينة القدس من حصار واعتداءات على المقدسات وخاصة على المسجد الاقصى المبارك ومحاولات تقسيمه، وكذلك هدم للمنازل وسحبت للهويات اضافة الى مخطط تهويد المناهج التعليمية الذي وصل الى مرحلة خطيرة جدا وبات يهدد جميع المدارس.

ان اجتماع اليوم يؤكد انتهاء هذه الازمة من خلال التفاهمات التي جرى التوصل اليها.

ونهنئ أنفسنا على ذلك.

الحموري: ازمة مدرسة راهبات الوردية دقت ناقوس الخطر

واعتبر زياد الحموري في كلمة القوى الوطنية والاسلامية “ان ازمة مدرسة راهبات الوردية دقت ناقوس الخطر وقرعت جدران الخزان ونبهت الجميع الى مخاطر، ما استدعى الشروع بالبحث عن حل يرمي الخلافات خلفا ويحافظ على النسيج الاجتماعي في مدينة القدس والقائم على التآخي المسيحي الاسلامي الوطني” .

الحاج فؤاد الزغير: المقدسيون مسيحيون ومسلمون عائلة واحدة

واكد الحاج فؤاد الزغير في كلمته عن وجهاء مدينة القدس ان المقدسيين مسيحيين ومسلمين عائلة واحدة تحترم بعضها البعض وتدافع عن بلد يراد للجميع فيه ان ينعم بالحريات المختلفة، مثمنا دور جميع الاهالي واولياء الامور في المبادرة والاسراع لازالة هذه السحابة ونزع فتيل الازمة من اجل حماية المدرسة والثبات فيها ونصرة اخواتهم الراهبات والمعلمات وكان من اصاب وانجز في اجتهاده وكذلك من اخطأ وسرعان ما اكتشف الخطأ وجرى تصويبه على قاعدة خير الخطائين التوابون” .

فيما دعا محمد ابو عصب من اولياء الامور الى “تجاوز وطي الماضي والمضي قدما نحو تعزيز دور مدرسة راهبات الوردية”، مثمنا “دور الاخوات الراهبات وعلى رأسهم الاخت اورطانس نخلة مستسمحا الجميع من اجل النهوض بالمجتمع والتعالي على الجراح ونبذ ما من شانه تعكير صفو العلاقات الاخوية او المس بالنسيج النموذجي الذي يجتمع حوله جميع المقدسيين الفلسطينيين الوطنيين” .

Print Friendly, PDF & Email
Shares: