شاركت اللجنة الرئاسية في الجولة الصحفية التي نظمها مكتب المفاوضات لمدينة بيت لحم وضواحيها بمناسبة البدء في احتفالات عيد الميلاد المجيد.
شارك في الجولة عدد من الصحافيين العرب والاجانب من مختلف الوكالات المحلية و العالمية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المدينة والمواطنيين والسياح في ظل انتهاكات الاحتلال المستمرة.
بدأت الجولة من دير مار الياس وهو دير يقع جنوب مدينة القدس على تلة تطل على مدينة بيت لحم وجبل هيروديون و جبل ابو غنيم. التقينا هناك بقدس الأب ابراهيم الشوملي، أب رعية اللاتين في رام الله. تحدث عن المخطط الصهيوني لاعادة ترسيم الحدود الادارية في ما يسمى القدس الكبرى وعزل مدينة بيت لحم عن القدس من خلال بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري حول المدينة.
بعدها التقينا بالخبير السياحي فادي قطان على جبل هيروديون. حيث اشار الى مستوطنتي تقوع ونيكوديم القريبتين وقال هذا جزء من المشكلة شارحاً العوائق أمام نمو قطاع السياحة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وأضاف أن الطرق التي تشقها إسرائيل للمستوطنين اليهود في الأساس بمن فيهم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان الذي يقيم في نوكديم تتسبب في إغلاق مناطق فلسطينية بشكل متكرر مما يقلل إمكانية وصول السائحين إليها.
هناك أيضا على سبيل المثال موقع هيروديون السياحي الكبير الذي تديره هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية فدخله يذهب إلى إسرائيل وليس إلى الفلسطينيين. نفس الشىء ينطبق على قمران التي عثر فيها على مخطوطات البحر الميت والتي تقع كذلك في الضفة الغربية.
وربما يتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه الفلسطينيين العاملين في السياحة في أنهم لا يستطيعون بسهولة اجتذاب 300 مليون عربي يعيشون في دول الجوار لزيارة الضفة الغربية التي تسيطر إسرائيل على حدودها.
يقول قطان “عندما نحسب كل شيء.. مشاكل الانتقال والوصول وكل شىء آخر.. نجد أننا نخسر 1.4 مليار دولار سنوياً موضحا أن دخل السياحة في الضفة الغربية الذي يبلغ 460 مليون دولار سنويا كان يمكن أن يقترب من 1.8 مليار دولار لو كان للفلسطينيين سيطرة كاملة.
بعد ذلك انطلقنا الى المنطقة الصناعية التي يتم بناءها في ضواحي المدينة والتقينا بالدكتور سمير حزبون مدير منطقة بيت لحم الصناعية متعددة التخصصات. حيث أطلعنا على المشاريع التي يتم بناءها مثل مصنع خشب وورق صحي بالاضافة الى نظام توليد طاقة، والتي ستتيح أكثر من 5000 فرصة عمل للخرجين الجدد وبذلك توسيع سوق العمل والمساهمة في رفع القدرة الاقتصادية للمنطقة.
ها قد وصلنا مدينة بيت لحم لمقابلة رئيسة البلدية السيدة فيرا بابون في مقر البلدية. شددت بابون على ان مدينة بيت لحم آمنة لأي سائح اجنبي وعربي للقدوم والمبيت فيها بعكس الروايات الصهيونية التي تنشرها للسياح الاجانب لاجبارهم على الرجوع الى الفنادق الاسرائيلية والتعامل مع مرشدين سياحيين اسرائيليين وبذلك يتعطل مئات المرشدين السياحيين المحليين عن عملهم.
في نهاية الجولة، التقينا بوزيرة السياحة والآثار الفلسطينية السيدة رولا معايعة. قالت ان التنمية الحقيقية في القطاع السياحي لن تكون ممكنة الا اذا انتهى الاحتلال. وأشارت بغضب الى المشاكل التي تحول دون مبيت كثير من السائحين في بيت لحم.
وتتوقع الوزيرة أن يكون 2.5 مليون سائح قد زاروا الضفة الغربية والقدس الشرقية هذا العام أي نحو نفس المعدل في العام الماضي.
وتبين الارقام أن الليالي السياحية في بيت لحم زادت بنسبة تسعة في المئة هذا العام بالمقارنة بالعام الماضي لكن المسؤولين يقولون ان العدد لا يزال أقل بكثير مما يجب وان الدخل الاجمالي منخفض. وفي حين يميل الزائرون القادمون من روسيا وبولندا وايطاليا للمبيت في بيت لحم يفضل الامريكيون الذين ينفقون أكثر أن يبيتوا في القدس وبذلك يذهب العائد لاسرائيل.
وقالت معايعة ان مدينتي القدس وبيت لحم كانتا دوما توأمين لكن بيت لحم أصبحت الان معزولة.