قام مفتي القدس والديار الفلسطينية الأسبق، الشيخ عكرمة صبري، بزيارة تضامنية إلى كنيسة الطابغة، يرافقه عدد من أعضاء الهيئة الإسلامية العليا، وذلك بعد الحريق الذي أضرم في هذا المكان المقدس ودير البندكتان.
وكان في استقبال الوفد المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في إسرائيل، والأب باسيليوس شييل، رئيس دير البندكتان. وقد تزامنت الزيارة مع وصول رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا، وهو المنحدر من المنطقة نفسها، على وجه الخصوص من مدينة الرامة، ولديه مشاركات تطوعية في مناسبات عديدة حول حوار الأديان.
وبالرغم من انتهاء عمل عكرمة صبري كمفتي عام 2006، إلا أنه مايزال من الشخصيات المؤثرة داخل الإسلام في فلسطين. ومن الجدير ذكره، أن مفتي القدس يعد أعلى سلطة دينية إسلامية في الأرض المقدسة، وهو الوحيد القادر على إصدار الفتاوى (القرارت) القاطعة، الغير قابلة للنقاش.
وخلال زيارتهم اللافتة، قام أعضاء الوفد بزيارة المكان الذي اندلع فيه الحريق، حيث تمت دعوتهم للجلوس وتبادل الأحاديث فيما بينهم داخل الكنيسة، كون الصالة المخصصة للاستقبال قد دمرتها النيران بشكل تام. ومن بين جملة الأمور التي تم التطرق إليها، كان اهتمامهم منصباً على الفسيفساء القديمة للكنيسة، والقصة الإنجيلية حول تكثير أرغفة الخبر والسمك.
وعبّر المفتي السابق عن “التضامن الأخوي” من قبل جميع المسلمين في البلاد، مبيناً أهمية بقاء المسيحيين والمسلمين معاً، وتكاتف الجميع سيما في هذه الظروف. كما شدد على العيش المشترك والسلمي بين الجماعتين، وبشكل خاص في فلسطين، مستشهداً ببعض الآيات القرآنية والشواهد التاريخية، بما في ذلك العهد العمرية بين الخليفة عمر بن الخطاب وبطريرك القدس صفرونيوس.
وفي نهاية اللقاء، قدّم المطران ماركوتسو شكره الجزيل للمفتي ولأعضاء الوفد بأكمله على هذه الزيارة التضامنية، سيما وأنها تأتي في يوم حار من شهر رمضان.
(تقرير: مطرانية اللاتين في الناصرة ، ترجمة: موقع أبونا )