عقدت لجنة تنسيق الأساقفة من أجل الأرض المقدسة مؤتمراً صحفياً نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بمشاركة خمسين أسقفاً وكاهناً جاؤوا إلى الأردن من أميركا وكندا ودول أوروبا وجنوب إفريقيا، اليوم الاثنين الموافق 11 كانون الثاني، في مركز سيدة السلام في عمان.
وقال بطريرك اللاتين في القدس البطريرك فؤاد الطوال إن هذه اللجنة تأتي كل عام إلى البلاد المقدسة، بدعوة من البطريركية اللاتينية، للتعرف على الأوضاع والتحديات والمشاكل القائمة، إضافة إلى الحج والصلاة ودعوة المؤمنين من بلادهم للحج في بلادنا، كما أنها ترمي إلى لقاء اللاجئين والمهجرين نتيجة الحروب غير العادلة التي تشهدها المنطقة والتعرف على أحوالهم.
وأضاف إن وجود اللجنة بيننا يهدف إلى التعرف على أوضاعنا وإلى نقل صوت الأردن والكنيسة إلى حكوماتهم وسياسييهم وشعوبهم من أجل اتخاذ مواقف صحيحة نحو قضايانا الإنسانية العادلة. وأشار إلى أن اللجنة قد زارت منذ أيام قطاع غزة، واطلّعت على أوضاع المسيحيين هناك، كما زارت منطقة الكريمزان في بيت جالا، حيث يتم بناء الجدار العازل، وشهدت الجنود الاسرائيليين وهم يقتلعون أشجار الزيتون.
من ناحيته قال المطران ديكلان لانغ، رئيس لجنة تنسيق الأساقفة من أجل الأرض المقدسة، من كليفتون في بريطانيا، إن اللجنة قد حضرت للأرض المقدسة بناءً على دعوة البطريرك الطوال. وأضاف: لقد جئنا لمشاركة الكنائس المحلية في جهودها لمعالجة المآسي التي يعيشها الناس هنا، لقد تعرفنا عن قرب عمّا يجري هنا حيث زرنا غزة ومنطقة الكريمزان في بيت جالا.
وأشار المطران لانغ إلى أن موضوع الزيارة هو الإطلاع على أوضاع المنسيين المهجرين واللاجئين. وقال: جئنا للحج والصلاة وعندما نعود سنتحدث عن الصعوبات القائمة. كما أننا نشجع الحجاج ليأتوا للأرض المقدسة مكان ولادة السيد المسيح، وكذلك نعتبر الأردن أرضاً مقدسة، وندعو الجميع إلى الزيارة والتبرك بالمياه الأردنية المقدسة. وأضاف لقد جئنا كأخوة وليس كغرباء لمساعدة بعضنا البعض. واختتم قوله إن هبة السلام تأتي من الله.
وبعد ذلك أجاب الأساقفة الضيوف على أسئلة الصحفيين، مشيرين إلى اهتمامهم بما يعانيه شعوب المنطقة ومرّحبين باللاجئين الذين يعانون من الضياع. كما دعوا إلى ضرورة دمج اللاجئين في المجتمعات التي يلجؤن إليها لأن ذلك هو إثراء لها. وأشاروا إلى أنه لا بد أن يعود المسيحيون العراقيون إلى بلادهم، مؤكدين أن المسلمين أنفسهم لا يقبلون بممارسات العنف التي تجري هناك.
كما التقى الأساقفة بجمعية الكاريتاس الأردنية، واطلعوا من مديرها وائل سليمان، على ما تقدمه للمهجرين من العراق وسوريا، وللعائلات الأردنية العفيفة، مبيناً أن الكاريتاس قدمت خدماتها لما يقارب نصف مليون شخص، نالوا المسكن والغذاء عطفاً على ما تقدمه الجمعية من خدمات صحية. كما شاهد الأساقفة حملة توزيع المعونات التي جرت في مركز سيدة السلام، والتقوا كذلك بالمؤسسات التي تعنى بالمهجرين إلى جانب الكاريتاس، مثل جمعية رسل السلام والبعثة البابوية.
وبحضور عدد من العائلات العراقية والسورية، احتفل الأساقفة والكهنة الضيوف بقداس حاشد، شارك به البطريرك الطوال وترأسه المطران مارون لحّام الذي وجه تحية إلى المهجرين مع بدء العام الجديد، حاثاً إياهم إلى التمسك بالإيمان الذي يقود حتماً إلى عدم التفريط بالأمل، معرباً عن ثقته بأن الله تعالى سيكتب لسكان المنطقة أياماً سلامية بعد حالة العنف والدمار التي تعيشها.
ويمثل الأساقفة في معظم السنوات مؤتمرات الأساقفة التالية: الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وانكلترا وويلز، وفرنسا، وألمانيا، وايرلندا، وايطاليا، واسبانيا، والدول الاسكندنافية، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، وكذلك دول أوروبا الوسطى والشرقية. وقد رافقهم لهذا العام مؤتمر أساقفة اسكتلندا، ومنظمات الإغاثة الكاثوليكية، وباكس كريستي، وفرسان القبر المقدس في القدس الممثلين عادة بصحفيين من راديو الفاتيكان، وخدمة مؤتمر الأساقفة الإيطاليين المعلوماتي (SIR)، وهيئة الإذاعة البريطانية، وعدد من المؤسسات الإعلامية.
(نقلا عن موقع ابونا)