أحيت الكنائس الشرقية بحضور بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في الديار المقدسة والأردن ثيوفوليوس الثالث، يوم إقامة القديس أليعازر من بين الأموات في دير العيزرية للروم الأرثوذكس، وهو آخر سبت قبل أسبوع الآلام (سبت قبل أحد الشعانين)
و بخصوص هذا اليوم، كتب رئيس دير القديس توما البطريركي الأب جان حنا، في هذا اليوم:
ينتهي الصوم بمعناه الحصري يوم الجمعة الذي يلي الأحد الخامس من الصوم ، إذ تنتهي فترة الأربعين يوماً . وتمتد فترة الآلام من نهاية الصوم هذه حتى عيد القيامة ، يوم السبت العظيم ، وهكذا تشمل السبت الذي يلي الأحد الخامس من الصوم المدعو ب ” سبت لعازر ” والأيام الستة الأولى من الأسبوع العظيم المقدس .
يحتل سبت لعازر مكانة خاصة جداً في السنة الليتورجية . إنه يقع خارج أيام الصوم الأربعيني وكذلك خارج أيام الأسبوع العظيم الأليمة والتي تمتد من يوم الإثنين وحتى الجمعة . يشكل هذا السبت مع أحد الشعانين الذي يليه مقدمة فرحة لأيام الآلام ويجمعه أيضاً الموقع الجغرافي بأحد الشعانين ، إذ أن بيت عنيا هو في آن مكان قيامة لعازر ونقطة انطلاق يسوع في صعوبة إلى أورشليم . نقيم في هذا السبت ذكرى حدث قيامة لعازر هذا الحدث المليء بالمعاني كما سنرى لها دور النبوءة المحققة . ويمكننا القول بأن لعازر يظهر لنا على عتبة أعياد الفصح كسابق ليسوع المسيح الغالب الموت كما هو شأن يوحنا المعمدان عشية عيد الظهور بحيث ظهر كسابق للمسيح المزمع أن يظهر في المعمودية . وعلاوة على المدلول الأساسي لقيامة لعازر فإن مظاهر ثانوية يمكن التوقف عندها لتكون موضوعاً مفيداً للتأمل .
يسوع يؤكد أن القيامة هي حدث حاضر منذ الأن لأنه هو القيامة والحياة يعيش الراقدون بالمسيح وفيه وترتبط حياتهم بحضور يسوع الشخصي وتظهر فيه . وإذا أردنا الاتصال روحياً بأحد الراقدين ، فلا نسعين إلى أن نحييه في مخيلتنا بل علينا أن نتصل مباشرة بيسوع وهنالك ففي يسوع تجده .
تحث قيامة لعازر الخاطئ على الرجاء بأنه حتى ولو مات روحياً سيحيا من جديد :” أتوسل إليك أيها المحب البشر أن تنهضني أنا الميت بالأهواء . . . ” . هذه القيامة الروحية كثيراً ما نراها في حياتنا كقيامة لعازر مستحيلة : “. . يا سيدي قد أنتن لأن له أربعة أيام . . . “. لكن كل شيء ممكن بالنسبة ليسوع : إعادة الخاطئ القاسي القلب كما إقامة الموتى :” فقال يسوع : ارفعوا الحجر . . .” .
هذا مانتعلمه إذا ماذهبنا في هذا السبت إلى بيت عنيا لنزور قبر لعازر . إننا لانريد رؤية لعازر بل نريد ملاقاة يسوع وأن، نبدأ هذا الأسبوع العظيم برفقته . إنه يدعونا وينتظرنا . دعت مرتا أختها سراً قائلة: ” المعلم قد حضر وهو يدعوك”.. أما مريم ” فلما سمعت فامت سريعاً وجاءت إليه . المعلم يدعوني . يريد ألا أفارقه في أيام آلامه . يريد أن يعلن ذاته في تلك الأيام إليّ – وقد ” أكون أنتنت “- بطريقة جديدة وسامية. هاأنذا يامعلم !