أقامت لجنة التسامح والتآخي بنابلس مساء أمس، مائدة رمضانية بعنوان “إفطار المحبة والتسامح والعيش المشترك”، كباقي الأعوام السابقة التي يلتقي بها رموز الديانات السماوية الثلاث ليبرهنوا للعالم على وحدة الشعب الفلسطيني واللحمة التي تنبض بها فئاته.
حيث كان على رأس الحضور عطوفة محافظ محافظة نابلس أكرم رجوب واللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين ممثلة بمديرها العام والناطق باسمها اميرة حنانيا، وعدد من رجال الدين من كافة الديانات والطوائف، ووفد من الشيوخ الدروز القادمين من الجولان، بالإضافة الى شخصيات إعتبارية في نابلس وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات.
فيما ضم الحضور ممثلين عن الديانات والطوائف كالأب يوسف سعادة رئيس دير الروم الكاثوليك والشيخ احمد شوباش مفتي نابلس والأب يوستينوس مسؤول دير بئر يعقوب والاب ابراهيم نيروز قسيس الكنيسة الإنجيلية والكاهن خضر عادل ممثل السامريين والأب ليونتيوس مسؤول كنيسة الأرثوذكس والأب سيمون حجازين مسؤول كنيسة اللاتين وأبو وديع رفيق ابراهيم ممثل الطائفة الدرزية بالجولان المحتل.
وبدأ رئيس لجنة التسامح والتآخي أ.علي الجريري كلمته بالترحيب بكافة الضيوف والمشاركين، ومؤكداً على أهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين كافة الديانات السماوية، ويتقاسمون فيها لقمة العيش، كدليل حي وواضح على التآخي الذي تعيشه فسيفساء المجتمع الفلسطيني.
فيما رحب عطوفة المحافظ بالحضور من الشيوخ والآباء وشيوخ الطائفة الدرزية والسامريين، مستهلاً حديثه بنقل تحيات سيادة الرئيس محمود عباس ومعايدته على كافة المشاركين ومباركته لهذه الفعالية التي تدفع المواطنين لأن يكونوا عوامل إيجابية ناهضة بالمجتمع من خلال كافة الطوائف والديانات بالمدن الفلسطينية وتعزيز قيم العيش المشترك.
مبيناً أن هذا اللقاء الذي يحمل بمضمونه رسالة واضحة تجمع شمل الأسرة الفلسطينية على قلبٍ واحد وتقف خلف قيادتها الحكيمة الممثلة برئيس الدولة الفلسطينية ابو مازن رئيس اللجنة التنفيذية.
بينما وصفت مدير عام اللجنة الرئاسية اميرة حنانيا والناطق باسمها، ان فسيفساء المجتمع الفلسطيني بهذا اللقاء قد تلاصقت لتشكل بألوانها المموجة اسم فلسطين بصورة مزخرفة جميلة تعجز الكلمات عن وصفها.
وأن اختلاف الديانات والطوائف لا يعني الخلاف او التمييز بالمواطنة، ونحن لسنا أجسام غريبة تسعى للتعايش فيما بينها، وإنما جسم واحد منسجم، تتشارك أعضاءه وتتفاعل بين بعضها لتبقي هذا الجسم حي وسليم.
ومؤكدة ان فلسطين لن تسمح لأي تيار او فكر دخيل على مجتمعنا بأن يتوغل بين ابناءه، لأن التآخي السائد واحترام الآخر هو اساس ونبض القلب الفلسطيني بقولها “الدين لله والوطن للجميع”.
وقال الشيخ احمد شوباش مفتي نابلس ان هذا اللقاء الذي ارتسمت فيه لوحة فنية جميلة بتعاليم الخالق، والتي تضم اتباع الديانات السماوية الثلاث، والتي ترسل للعالم بأسره رسالة مفادها ان العيش بين اتباع الديانات هو مسلم عقائدي وأخلاقي تدعوا إليها الأديان السماوية. مقتبساً من القرآن قوله تعالى:”ولقد كرمنا بني آدم”، كما إقتبس أيضاً “ايها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا،وإن اكرمكم عند الله أبقاكم، إن الله عليم قدير”.
وأختتم الأرشمندريت الأب عبد الله يوليو راعي كنيسة الروم الكاثوليك برام الله وأحد القائمين على هذا الفطور الرمضاني، بابداء سعادته لنجاح مثل هذه الفعاليات المستمرة، مشيداً بروح الوحدة التي يلتمسها بين الحاضرين.