أوضح الدكتور حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، أن العلاقة بين المسيحي والمسلم في الرؤية المسيحية هي علاقة مواطن بمواطن، والإنسان بالإنسان، والمؤمن بالمؤمن، الذي يعاني المعاناة نفسها ويعمل للقضية نفسها، حيث الوحدة والحرية، والكرامة، واستعادة الأمن والاستقلال.
ونوه عيسى أن رؤية البطريرك ميشيل صباح تكمن أن شروط العلاقات الطيبة والتعايش بين المسيحي والمسلم تتحقق عن طريق القيام بدراسة معمقة وشجاعة للضمير تسودها في آن واحد الوئام والأمانة.
وقال أمين عام الهيئة واصفا غبطة البطريرك صباح “هو ويسوع المسيح صنوان لا يفترقان: ارتبطا بالناصرة، بيت لحم والقدس، وقفا ضد الظلم، نذرا نفسيهما للإنسانية جمعاء، عَلمّا المحبة والتسامح، إنه الابن البار لدينه، وطنه وشعبه، إنه المسيحي الذي قرأ القرآن وعلمه، فأزال الجهل بين أبناء الشعب الواحد مما عزز التسامح والعيش الإسلامي-المسيحي المشترك في فلسطين الحبيبة”.
وأوضح الدكتور حنا إن الكلمات لتعجز عن الإيفاء بحقه، وأضاف “إنه الناصري، التلحمي، القدسي، العربي، الفلسطيني، المسيحي والإنساني ميشيل صبّاح الذي وُلد في الناصرة في (19 آذار 1933)”.
ويذكر عيسى أن دراسة غبطة البطريرك الكهنوتية بدأت في المدرسة البطريركية اللاتينية في بيت جالا في أكتوبر 1949، ثم رُسم كاهنا في بطريركية اللاتين في القدس عام 1955، وأضاف أن الأب ميشيل صباح عمل كاهن رعية لبضع سنوات قبل أن يسافر إلى جامعة القديس يوسف في بيروت لدراسة اللغة العربية. بعد دراسته، أصبح مدير مدارس البطريركية اللاتينية وشغل ذلك المنصب حتى حرب حزيران 1967.
وبعد الحرب، انتقل إلى جيبوتي وهناك علمّ اللغة العربية والإسلام حتى سنة 1973، ثم توجه إلى جامعة السوربون بفرنسا للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية. وفي عام 1980، عُيّن رئيساً لجامعة بيت لحم، فأحدث نقلة نوعية في التعليم العالي الفلسطيني.
وفي عام 1987، عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني بطريرك القدس للاتين، وبذلك أصبح الفلسطيني الأول الذي يشغل هذا المنصب، وصاحب أعلى درجة كهنوتية كاثوليكية في الأراضي المقدسة – فواصل الدفاع عن شعبه ووطنه في كافة المحافل.
ويشير الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية أن البطريرك ميشيل صباح شغل منذ عام 1999 منصب الرئيس الدولي لمنظمة “سلام المسيح” التي تعنى بتعزيز السلام.
وفي شهر حزيران 2008 صادق البابا بنديكتوس السادس عشر على استقالة البطريرك ميشيل صباح من مهامه في كنيسة القدس للاتين بسبب بلوغه العمر القانوني.
يذكر أن البطريرك ميشيل صباح كان في طليعة المبادرين والموقعين على وثيقة “وقفة حق – كايروس فلسطين” في العام 2009 وهي كلمة الفلسطينيّين المسيحييّن للعالم حول ما يجري في فلسطين من ظلم بحق الفلسطينيين على مرأى ومسمع من العالم، وللمطالبة بتحقيق العدالة والسلام والمصالحة في الأراضي المقدسة، فهي كلمة إيمان ورجاء ومحبة.
وفي سنة 2009 عيّنه فخامة الرئيس محمود عباس عضواً في مجلس رؤساء الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ومنذ مطلع العام 2012 حتى الآن أُنتخب الرئيس المسيحي للهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حيث واصل نضاله على اكمل وجه دفاعاً عن المقدسات المسيحية والاسلامية على السواء نحو التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وهنأ الدكتور عيسى باسم الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي ، معالي الاخ اللواء بلال النتشة ، والرئيس المسلم للهيئة الإسلامية المسيحية ، سماحة الشيخ محمد حسين وأعضاء مجلس رؤساء الهيئة والطاقم الوظيفي ، غبطة البطريرك على انجازاته التي حققها مؤكدا أن غبطته أمضى خمسة و ثمانون عاماُ من الشهادة الروحية والفكرية والثقافية.