على التلة؛ مكان الدير أو الكنيسة، دير القديسة بربارة، الواقع إلى جانب الطريق الرومانية القديمة التي كانت تصل القدس برأس العين. يعود إنشاء الكنيسة، حسب رأي بعض علماء الآثار، إلى القرن السادس الميلادي، ولكن التراث المتناقل يعتقد أنها ذات جذور بيزنطية، تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
الكنيسة بناء متكامل، يتكون من ثلاث غرف، الغرفة الوسطى فيها كنيسة مستطيلة الشكل، لم يبقَ منها سوى الأساسات وهي مدفونة بالتراب. بالإضافة إلى نوعين من الأرضيات الفسيفسائية. وهناك في أسفل الكنيسة مجموعة من الكهوف.
وللكنيسة قصة مع الاحتلال الإسرائيلي، رواها لنا رئيس المجلس القروي يوسف مسعد، وهي كغيرها كباقي أراضي ومواقع القرية، حيث صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدار ثلاثين عاماً أكثر من 5 آلاف دونم، لصالح الاستيطان وجدار الفصل العنصري، وفجرت قوات الاحتلال الكنيسة، بحجة أن الكنيسة مجمع ‘للإرهابيين’، يوم 31 أيار من عام 2002، نحو الساعة السادسة مساء، وتم ترميمها بعد 6 أشهر من تفجيرها، بناء على تعليمات من الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
القديسة بربارة، شهيدة رفض الظلم والاضطهاد
تلك التي قتلها الرومان في القرن الثالث الميلادي، أيام كان الإيمان بالمسيح أمراً محظوراً في الإمبراطورية الرومانية، تلك القديسة التي هربت من وجه مضطهديها حطت بها الرحال في قرية عابود، الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، على الطريق القديم بين رأس العين والقدس، هناك حيث تمكن الرومان منها وقتلوها في مكان بات ديرا ومزارا لأهالي عابود، والمناطق المجاورة.
وتلقّت القديسة بربارة العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة مما قادها إلى التأمل في الخليقة والبحث عن الخالق، وأدركت خواء الأصنام وضلال عبادتها. فآمنت بالمسيح. ولما اكتشف أبوها أنها صارت مسيحية جُنّ جنونه، فشهّر سيفه وهمّ لقتلها، إلا أنها هربت إلى تلة إلى الغرب من عابود، حيث الآن كنيسة القديسة بربارة، طالبة العون من الله، الذي استجاب لها فاقتبلتها صخرة في الجبل انشقّت إلى قسمين بفعل إلهي، لكي تخفيها عن أنظار أبيها الدموي؛ وهذه الصخرة لا زالت ماثلة للعيان إلى يومنا هذا، وهي نفسها الكهف الأوسط، واحد من مجموعة الكهوف التي تقع أسفل كنيسة القديسة بربارة، وهو عبارة عن تجويف صخري طبيعي. لكن أبيها استمر في البحث عنها، وعندما وجدها ضربها دون شفقة، ثم سلّمها إلى الحاكم مكسيميانوس الذي حاول أن يستعيدها للوثنية لكنها أبت، فكان السجن والعذاب مجددا من نصيبها، وقد أبى والدها إلا أن يكون هو نفسه جلادها، فقطع رأسها بالسيف، وكان ذلك حيث كنيستها اليوم.
ورغم مرور قرون على استشهادها؛ تبقى بربارة عاملا موحدا، ومزارا يرتاده المؤمنون، وعيدا يتوحد فيه الجميع، يستذكرون فيه قصة شهيدة ماتت رفضا للظلم والاضطهاد.