الأخبار

عابود يحاصرها الاستيطان ويقتلها الجدار

عابود قرية فلسطينية تقع على الطريق الموازي للساحل الفلسطيني التي توصل القدس بالناصرة عبر راس العين، وهي على بعد 45 كم شمال غربي القدس، وترتفع بين 300 و 450 متراً عن سطح البحر، ومعظم أراضيها جبلية ولكن تربتها خصبة ومزروعة بأشجار الزيتون. يتراوح معدل سقوط الأمطار فيها بين 300 و 700 ملم في السنة، ومناخها حار صيفاً ومعتدل ماطر شتاءً. تتبع اليوم لواء رام الله وتربطها بها شبكة طرق معبدة، وهنالك العديد من سيارات النقل العمومي العاملة على هذا الخط. وهي قريبة جداً من مطار اللد (ربع ساعة في السيارة).

أقدم اسم لها هو “تمنة” أو “تمنة سارح أو حارس” وهي بلد يشوع بن نون (خليفة موسى النبي) وقد دفن فيها حسب سفر يشوع (24: 30-29). وتقع على الطريق الروماني القديم وفي مكانها اليوم يوجد قبور كثيرة ذات أحجام مختلفة (تشبه البتراء في الأردن) وتدعى المنطقة “المقاطع” (مكان قطع الحجر). ثم عُرفت بعد ذلك باسم “قرية ستي مريم” أو “القديسة مريم” نسبة إلى كنيسة العذراء مريم (العابودية)، ثم سُمّيت بـ”مدينة الزهور”، وهذا الإسم لربما يعود إلى جمال الطبيعة فيها، وإلى العديد من الزهور البرية التي تنمو في أراضيها، كما يُقال أن هذا الإسم قد أُطلق على عابود خلال خدمة راهب فيها يدعى إلياس العابودي في القرن الحادي عشر. غير أن اسمها الحالي “عابود” قد أتى من اسم كنيسة أثرية تقع في وسط بيوتها وهي كنيسة “مار عوباديا” (أحد أنبياء العهد القديم).

نظرا لقرب عابود من الساحل وأهميتها، يواصل الاحتلال اغلاق المدخل الغربي للقرية منذ عام 2000 الذي يصلها بقرية اللبن الغربي بسبب وجود مستوطنة ( بيت اريه) المقامة على اراضي القرية والقرى المجاورة. وفي كثير من الاحيان يغلق الاحتلال المدخل الشمالي للقرية ما يعزلها عن محيطها ليتضطر اهالي القرية الى سلوك طرق بديلة وطويلة للوصول الى رام الله.
 

مصادرة لأغراض الجدار العنصري
 

“في مقابلة مع شيرين ذياب سكرتيرة المجلس القروي: اصبحت عابود معزولة تماماً مع قيام الاحتلال ببناء الجدار العنصري على اجزاء كبيرة من اراضيها، فسلطات الاحتلال صادرت 5000 دونم من اراضيها لأغراض اقامة الجدار والاستيطان مشيرة الى ان المستوطنين يقومون باقتلاع اشجار الزيتون المنتشرة على جانبي الطرق بحجة تعرضهم للرشق بالحجارة ويمنعون المواطنين من الاقتراب من الشارع المذكور بالاضافة الى وجود برج عسكري لمراقبة تحركات المواطنين والسيارات.
 

عجز مالي في الميزانية
 

وتقول ذياب: يعاني المجلس القروي من أزمة مالية نتيجة تراكم ديون المياه والنفايات على المواطنين وبلغت هذه الديون اكثر من مليون و800,000 شيقل مضيفة ان نفقات نقل النفايات ترهق ميزانية المجلس لأن التكاليف تصل الى 4000 شيقل شهريا تتحملها القرية والقرى المجاورة التي تقع ضمن مجلس الخدمات المشترك والذي يضم قريتي رنتيس واللبن الغربي.
وتكشف ان عابود التي عدد سكانها 2300 نسمة وتبعد 30 كيلو متراً عن رام الله تحتاج الى شق طرق زراعية واقامة شبكة للصرف الصحي علماً أن المجلس انجز 90 % من مشروع تركيب عدادات الدفع المسبق للمياه ونقل الضغط العالي للكهرباء من هوائي الى ارضي ويعمل المجلس على اقامة مشروع احياء وحفظ التراث في البلدة القديمة ومشروع ترميم المجلس القروي وعمل دراسة لإقامة غرف صفية وحديقة للاطفال. اما ابرز التحديات التي تواجه المجلس فهي – حسب ذياب – اعادة شبكة المياه والتغلب على مشكلة تكاليف نقل النفايات وصيانة انارة شوارع القرية.
 

حياة تسامح وتآخٍ 
 

وتضيف ذياب: تعد عابود التي يقطنها مسلمون ومسيحيون مثالاً للتسامح والتآخي ويشاركون بعضهم البعض في المناسبات الدينية والاعياد والمدارس مشتركة, اما علاقة المجلس القروي بالمجالس الاخرى فهي جيدة ويوجد مجلس خدمات مشترك تتم من خلاله مناقشة كافة القضايا والهموم المشتركة بين هذه القرى بالاضافة الى ان مجلس ( عابود) يمارس المساءلة المجتمعية ويعقد لقاءات واجتماعات مع المواطنين لبحث المشاكل وتحديد اولويات حلها واقامة المشاريع التي تهم اكبر عدد ممكن من السكان وتضم القرية عيادة صحية حكومية واخرى تابعة لجمعية الكاريتاس ونادياً للشباب واتحاد الشباب الفلسطيني وجمعية نسائية.
وخلصت ذياب الى القول: في القرية عدة عيون مياه يستفاد منها بشكل بسيط لسقي المزروعات واقامة المسابح وللشرب وسقي المواشي وكون هذه العيون التي يزيد عددها عن 6 عيون بدائية صغيرة وكبيرة منها واد الليمون وعين الزرقا وعين المغارة وعين الحكم غير مستثمرة بالشكل المطلوب وكميات كبيرة من الماء لا يستفاد منها وسبق ان تقدم المجلس بمشروع للحكومة والجهات المختصة لتطويرها ووعدنا بالتجاوب مع المشروع المذكور كما ان المستوطنين يأتون الى بعض هذه العيون للاستجمام وبحكم أنها اي العيون قريبة من الشارع الالتفافي ويخشى الناس من استيلاء المستوطنين الاستيلاء عليها.”

(جريدة الحياة الجديدة)

عابود قرية فلسطينية تقع على الطريق الموازي للساحل الفلسطيني التي توصل القدس بالناصرة عبر راس العين، وهي على بعد 45 كم شمال غربي القدس، وترتفع بين 300 و 450 متراً عن سطح البحر، ومعظم أراضيها جبلية ولكن تربتها خصبة ومزروعة بأشجار الزيتون. يتراوح معدل سقوط الأمطار فيها بين 300 و 700 ملم في السنة، ومناخها حار صيفاً ومعتدل ماطر شتاءً. تتبع اليوم لواء رام الله وتربطها بها شبكة طرق معبدة، وهنالك العديد من سيارات النقل العمومي العاملة على هذا الخط. وهي قريبة جداً من مطار اللد (ربع ساعة في السيارة).

أقدم اسم لها هو “تمنة” أو “تمنة سارح أو حارس” وهي بلد يشوع بن نون (خليفة موسى النبي) وقد دفن فيها حسب سفر يشوع (24: 30-29). وتقع على الطريق الروماني القديم وفي مكانها اليوم يوجد قبور كثيرة ذات أحجام مختلفة (تشبه البتراء في الأردن) وتدعى المنطقة “المقاطع” (مكان قطع الحجر). ثم عُرفت بعد ذلك باسم “قرية ستي مريم” أو “القديسة مريم” نسبة إلى كنيسة العذراء مريم (العابودية)، ثم سُمّيت بـ”مدينة الزهور”، وهذا الإسم لربما يعود إلى جمال الطبيعة فيها، وإلى العديد من الزهور البرية التي تنمو في أراضيها، كما يُقال أن هذا الإسم قد أُطلق على عابود خلال خدمة راهب فيها يدعى إلياس العابودي في القرن الحادي عشر. غير أن اسمها الحالي “عابود” قد أتى من اسم كنيسة أثرية تقع في وسط بيوتها وهي كنيسة “مار عوباديا” (أحد أنبياء العهد القديم).

نظرا لقرب عابود من الساحل وأهميتها، يواصل الاحتلال اغلاق المدخل الغربي للقرية منذ عام 2000 الذي يصلها بقرية اللبن الغربي بسبب وجود مستوطنة ( بيت اريه) المقامة على اراضي القرية والقرى المجاورة. وفي كثير من الاحيان يغلق الاحتلال المدخل الشمالي للقرية ما يعزلها عن محيطها ليتضطر اهالي القرية الى سلوك طرق بديلة وطويلة للوصول الى رام الله.
 

مصادرة لأغراض الجدار العنصري
 

“في مقابلة مع شيرين ذياب سكرتيرة المجلس القروي: اصبحت عابود معزولة تماماً مع قيام الاحتلال ببناء الجدار العنصري على اجزاء كبيرة من اراضيها، فسلطات الاحتلال صادرت 5000 دونم من اراضيها لأغراض اقامة الجدار والاستيطان مشيرة الى ان المستوطنين يقومون باقتلاع اشجار الزيتون المنتشرة على جانبي الطرق بحجة تعرضهم للرشق بالحجارة ويمنعون المواطنين من الاقتراب من الشارع المذكور بالاضافة الى وجود برج عسكري لمراقبة تحركات المواطنين والسيارات.
 

عجز مالي في الميزانية
 

وتقول ذياب: يعاني المجلس القروي من أزمة مالية نتيجة تراكم ديون المياه والنفايات على المواطنين وبلغت هذه الديون اكثر من مليون و800,000 شيقل مضيفة ان نفقات نقل النفايات ترهق ميزانية المجلس لأن التكاليف تصل الى 4000 شيقل شهريا تتحملها القرية والقرى المجاورة التي تقع ضمن مجلس الخدمات المشترك والذي يضم قريتي رنتيس واللبن الغربي.
وتكشف ان عابود التي عدد سكانها 2300 نسمة وتبعد 30 كيلو متراً عن رام الله تحتاج الى شق طرق زراعية واقامة شبكة للصرف الصحي علماً أن المجلس انجز 90 % من مشروع تركيب عدادات الدفع المسبق للمياه ونقل الضغط العالي للكهرباء من هوائي الى ارضي ويعمل المجلس على اقامة مشروع احياء وحفظ التراث في البلدة القديمة ومشروع ترميم المجلس القروي وعمل دراسة لإقامة غرف صفية وحديقة للاطفال. اما ابرز التحديات التي تواجه المجلس فهي – حسب ذياب – اعادة شبكة المياه والتغلب على مشكلة تكاليف نقل النفايات وصيانة انارة شوارع القرية.
 

حياة تسامح وتآخٍ 
 

وتضيف ذياب: تعد عابود التي يقطنها مسلمون ومسيحيون مثالاً للتسامح والتآخي ويشاركون بعضهم البعض في المناسبات الدينية والاعياد والمدارس مشتركة, اما علاقة المجلس القروي بالمجالس الاخرى فهي جيدة ويوجد مجلس خدمات مشترك تتم من خلاله مناقشة كافة القضايا والهموم المشتركة بين هذه القرى بالاضافة الى ان مجلس ( عابود) يمارس المساءلة المجتمعية ويعقد لقاءات واجتماعات مع المواطنين لبحث المشاكل وتحديد اولويات حلها واقامة المشاريع التي تهم اكبر عدد ممكن من السكان وتضم القرية عيادة صحية حكومية واخرى تابعة لجمعية الكاريتاس ونادياً للشباب واتحاد الشباب الفلسطيني وجمعية نسائية.
وخلصت ذياب الى القول: في القرية عدة عيون مياه يستفاد منها بشكل بسيط لسقي المزروعات واقامة المسابح وللشرب وسقي المواشي وكون هذه العيون التي يزيد عددها عن 6 عيون بدائية صغيرة وكبيرة منها واد الليمون وعين الزرقا وعين المغارة وعين الحكم غير مستثمرة بالشكل المطلوب وكميات كبيرة من الماء لا يستفاد منها وسبق ان تقدم المجلس بمشروع للحكومة والجهات المختصة لتطويرها ووعدنا بالتجاوب مع المشروع المذكور كما ان المستوطنين يأتون الى بعض هذه العيون للاستجمام وبحكم أنها اي العيون قريبة من الشارع الالتفافي ويخشى الناس من استيلاء المستوطنين الاستيلاء عليها.”

(جريدة الحياة الجديدة)

Print Friendly, PDF & Email
Shares: