بيانات اخرىبيانات صحفية

رؤيا جديدة للوضع السياسي الحالي

لجنة العدل والسلام

مجلس رؤساء الكنائس الكاثولكية في الأرض المقدسة

رؤيا جديدة

اجتمعت لجنة العدل والسلام في اجتماعها العادي في الثالت من شهر شباط 2016، ونظرت في الأوضاع السياسية الراهنة. نظرت إليها من ناحية إنسانية وأخلاقية. ووجهت الرسالة التالية.

إن الوضع السياسيّ متجمّد لا حركة فيه ولا بصيص نور، لا للإسرائيليين الذين ينتظرون أمنًا واطمئنانًا، ولا للفلسطينيين الذين ينتظرون نهاية الاحتلال، والدولة المستقلة.

الوضع الحالي للفلسطينيين هو وضع لاإنساني. هو وضع مستوطنين يحتلّون الأراضي الفلسطينية يومًا بعد يوم. هو حصار منذ سنوات في غزة، حصار لمليون ونصف من البشر، حصار فقر ومهانة للإنسان الفلسطيني هناك. وهو حصار في سائر أنحاء فلسطين وصعوبة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهدم البيوت فيها. هو الحواجز العسكرية حيث يتحكّم الجندي الإسرائيلي بالإنسان الفلسطيني ويُذِلّه. الحواجز مكان إذلال لا داعي لها على الإطلاق. وإنما سببها منطق الحرب الذي يزداد في كلّ يوم فيما وتزداد أيضًا الكراهية والموت. هو حصار القدس وتهويد المدينة وإبعاد أهلها الفلسطينيين عنها. وهو تهمة الإرهاب الشاملة للفلسطينيين وما يتبعها من عقاب جماعي. حتى أصبحت المرحلة اليوم مرحلة انتفاضة يموت فيها الفلسطينيون، بل يقبلون على الموت من يأس في حياة أصبحت ذليلة وغير آمنة ولا أمل فيها.

ونحن نتساءل هل هذا الوضع يرضي المجتمع الإسرائيلي؟ وهل هو راض بحياته وباستمرار هذا العداء بينه وبين الشعب الفلسطيني؟

نحن نرى أن الوضع لا إنساني لا يليق لا بالإنسان الإسرائيلي ولا بالإنسان الفلسطيني. وأنه لا بد من تغيير فيه. نحن نقول اعملوا للإنسان، للإنسان الإسرائيلي والفلسطيني، ولا تبقوا الوضع على ما هو، لأنه وضع يؤدي إلى الموت فقط. لا تقولوا، الفلسطينيون إرهابيون. بل هم أناس يريدون أن يعيشوا عيشة طبيعية. ويرون أنفسهم مقهورين مظلومين ومحرومين حرية منحهم إياها الله. أنتم الإسرائيليين تريدون أن تعيشوا بأمن وأمان. والفلسطينيون يريدون أن يعيشوا بأمن وأمان. فمن الذي يقف حائلا دون ذلك؟ السياسيون؟ أم عدم مقدرتهم على رؤية الحل العملي الذي يحقّق رغبة الإسرائيليين والفلسطينيين معا؟ كلا الشعبين قادران على أن يعيشا معًا في سلام واطمئنان.

نحن نقول للمسؤولين في إسرائيل: وسِّعوا رؤيتكم وقلوبكم وبدّلوا الوضع وأخرجوه من جموده. في الأرض متَّسَع لنا جميعًا. ولتكن كرامة واحدة ومساواة واحدة للجميع. لا احتلال ولا تمييز عنصري. بل شعبان يعيشان معًا بحسب الطريقة التي يختارانها، وإنهما لقادران على التحابّ وعلى صنع السلام معًا.

إلى المسؤولين الفلسطينيين نقول: أسمعوا الشعب وأسمعوا إسرائيل والعالم صوتًا واحدًا، صوت سلام وعدل لكلا الشعبين. افتدوا الأرض من جديد، واصنعوا التاريخ من جديد. وافتدوا القدس من جديد واصنعوا لها تاريخا جديدا يتفق وقداستها وشموليتها. وأوقفوا كلّ مصلحة فردية أو فساد.

لذلك، لا بدّ طبعًا من إعادة تربية الأجيال، الأجيال الإسرائيلية التي نشأت لترى في الفلسطيني إرهابيًّا فقط، والأجيال الفلسطينية التي نشأت وهي ترى الإسرائيلي عدوًّا فقط. لندخل جميعًا مرحلة تاريخية جديدة.

الأرض مقدسة لله، وهي مكان معيشتنا معًا في عدل وكرامة ومساواة وأمن وأمان.

Print Friendly, PDF & Email
Shares: