ينحدر الاقباط الحاليون من سكان مصر الأقدميين، والذي يرجع أصولهم الى الاختلاط بسكان البحر المتوسط الاوروبي القوقازي المتميز بتدرج بشرة افراده من الابيض الفاتح حتى الاسود الغامقة مع سلالة الفراعنة وشكلوا سكان مصر حالياً. وذكرت احصائية فرنسية زمن حملة نابليون بونابرت ان 88% من سكان مصر من اصول عائلات قبطية مصرية قديمة، يزيدون في الصعيد (اسيوط والمنيا وسوهاج وقنا) ويقلون في الدلتا اما القاهرة فيتمركزون في الازبكية ومصر الجديدة والقديمة والساحل.
وقدر عدد السكان الاقباط في القدس وفلسطين ب (2500) نسمة منهم (1500) يعيشون في اراضي سنة 1948 ,منذ زمن القائد سليمان القبطي ,الذي جاء مع الحملة الفرنسية من مصر واستقر شمال فلسطين ,وكون الطائفة القبطية.
فاختلف المؤرخون والمستشرقون في تحديد عدد الاقباط في فلسطين عبر التاريخ وتعدادهم في القدس، ففي عام 1817 قدر احد الرحالة الغربيين عدد الاقباط في القدس حوالي 50 قبطيا، وفي عام 1837 م تحدث مصدر آخر عن وباء الكوليرا الذي عصف بالقدس آنذاك وذكر اعداد من مات من الطوائف المسيحية بالقدس، مقدرا عدد من راح من الأقباط في هذا الوباء بسبعة أفراد، وفي عام 1853 م كر أحد الرحالة أن الاقباط في القدس من الناحية العددية لم يكن كبيرا إذ قارناه بأعداد بعض الطوائف المسيحية الأخرى، وحدد هذا المصدر عدد من المسيحيين الروم بحوالي ألفين، وعدد الكاثوليك بحوالي تسعمائة، والأرمن 350 فردا. مع ذلك تتفوق الجالية القبطية في القدس من حيث العدد على بعض الجاليات المسيحية الأخرى، إذ يقدر عدد السريان في القدس حوالي عشرين، ونفس الرقم بالنسبة للأحباش وهذا يعني أن عدد الاقباط لم يكن كبيراً.
أما الأنبا باسيليوس المطران القبطي للكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى حدد عدد الاقباط في فلسطين في عام 1948 بحوالي عشرة الاف نسمة وهو رقم كبير قياسياً لما ذكر سابقاً، وتحدث مصدر آخر عن عدد الأقباط في القدس في خمسينيات القرن العشرين وقدره بحوالي خمسمائة نسمة، ويرى هذا المصدر ان هذا الرقم قد ارتفع ليصل الى حوالي ألف نسمة عند عام 1970 م، وذكر ايضاً أن عدد الاقباط في القدس تجاوز 10 الاف نسمة حتى مثول الالفية الثانية، واعتقد ان الرقم اقل من ذلك مع العلم ان كثيرا من الاقباط في فلسطين تزوجوا بمسيحيين أرثوذكس واندمجوا في الحياة الفلسطينية. لذلك لا يمكن اعطاء الرقم الصحيح لعددهم وانما قد يكون الأصح والأقرب .
وتنحدر عشرات الأسر الفلسطينية في القدس من أصول قبطية، ولعل أهم هذه الأسر عائلات خوري، حبش، رزوق، جدعون، قبطة، مناريوس، حلبي، مينا، مرقص، وهذا يبين تطور الوجود القبطي في القدس عبر العصور.
الأعياد القبطية
هناك سبعة أعياد ويسمونها أعيادا كبارا وهي:
- عيد البشارة: وأصله بشارة جبريل مريم بميلاد السيد المسيح، وهو في اليوم التاسع والعشرين من شهر برمهات.
- عيد الزيتونة: ويعرف بعيد الشعانين ومعناه التسبيح، ويكون في سابع احد من صومهم وسنتهم في هذا العيد ان يخرجوا سعف النخل من الكنيسة ويرون انه يوم ركوب المسيح العنو ودخل الى القدس والناس حاملة السعف يسبحون ,وهو يامر بالمعروف. وعيد االشعانين من أهم احتفالات في الاحد قبل عبد الفصح المجيد.
- عيد الفصح: وهو العيد الكبير عيد قيامة السيد المسيح من بين الاموات بعد ضربه و صلبه و موته لثلاثة أيام.
- عيد خميس الأربعين أو عيد الصعود: عندما صعد السيد المسيح الى السماء بعد قيامته حيث رفع يديه وبارك عليهم وذلك عند اكماله ثلاثة وثلاثين سنة وثلاثة اشهر. عندها رجع التلامذه الى اورشليم وقد وعدهم باشتهار امرهم.
- عيد الخميس او عيد العنصرة: يحتفل المسيحيون بحلول الروح القدس على التلاميذ بعد خمسين يوما من القيامة، حيث ان بعد عشرة ايام من الصعود وخمسين يوما من قيامة المسيح اجتمع التلاميذ في عليه صهيون فتجلى لهم روح القدس في شبه السنة من نار فامتلاْوا من الروح القدس وتكلموا بجميع الألسن وظهرت على أيديهم آيات كثيرة. فخرجوا الى الارض متفرقين يدعون الناس الى دين المسيح .
- عيد الميلاد:وهو اليوم الذي ولد به السيد المسيح.
- عيد الغطاس: وهو اليوم الحادي عشر من شهر طوبة. و هو حين قام يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح في نهر الاردن وعندما خرج المسيح من الماءاتصل به الروح القدس. أما الان يقوم المسيحيون في العالم بتعميد أطفالهم لتطهيرهم من خطيئة ادم لولادة روحية جديدة.
وهناك سبعة اعياد صغارا وهي:
- عيد الاربعين: وهو عندما دخل السيد المسيح الهيكل وباركه الكاهن سمعان مع امه، في الثامن من شهر امشير (فبراير).
- خميس العهد: يعمل به قبل الفصح بثلاثة ايام وهو خميس الاسرار عندما غسل السيد المسيح ارجل تلاميذه بعد العشاء الاخير قبل الصلب.و يطلق اهل مصر عليه خميس العدس حيث يطبخ المسيحيون النصارى فيه العدس المصفى. ويقول اهل الشام :خميس الارز أو خميس البيض.
- سبت النور: هو سبت قبل احد الفصح، عندما خرج النور من قبر السيد المسيح من كنيسة القيامة في القدس.
- احد الحدود: هو أول أحد بعد أحد الفصح حيث الاحاد قبله كانت مشغولة بالصيام وفيه يجددون الأثاث والآلات واللباس.
- عيد التجلي: في شهر مسرى (اغسطس)، فيه تجلى المسيح لتلاميذه بعدما رفع وتمنوا عليه ان يحضر لهم موسى وايلياء فاحضرهما اليهم بمصلى بيت المقدس ثم صعد الى السماء وتركهم .
- عيد الصليب: في السابع عشر من شهر توت (سبتمبر)، وهو من الاعياد المحدثة في اليوم التي وجدت هيلانة ام قسطنطين الصليب في حملة لبحثها عنه في القدس .
- يوم النيروز: ليست هي من الاعياد الشرعية لكنها من المواسم العادية. هو أول السنة القبطية ( اول يوم من شهر توت (سبتمبر)، فيه تشعل النيران والتراشق بالماء.
العلاقات القبطية الفلسطينية
وهي امتداد لعلاقة المصريين الفراعنة بالكنعانيين والتي شهدت تطوراً كبيراً، وهذا ما دلت عليه المكتشفات الاثرية في فلسطين من علاقة قوية بين كنعان والفراعنة، مما أكد تكاملية العلاقة اكتشاف هام لنقوش تل العمارنة في مصر 1400 ق.م وفي الكرنك وجد اسماء 119 مدينة كنعانية التي احتلها تحوتميس فرعون مصر حين غزوا فلسطين، في حين ان اسم حارو هو الاسم الذي اطلقه المصريون على ارض كنعان. وايضا دلت المكتشفات ان العلاقة بين الكنعانيين والفراعنة ترجع الى اوائل الالف الثالث ق.م. بداْت تجارية ثم تعززت حتى شملت عدة اسر مصرية، فالمقتنيات الاثرية المصرية التي وجدت في فلسطين خلال الدولة الوسطى كثيرة شملت التماثيل والاختام المصرية في مجدو وتل عجول وجنوب غزة. ولم تتوافر النصوص التي تعلل وجود المصريين واثارهم في فلسطين ايام الاسرة الثانية عشرة، ولهذا تضاربت أراء المؤرخين فأرجع بعضهم ذلك الى وجود الاستعمار السياسي في حين ارجعها آخرون نتيجة للعلاقات الدبلوماسية والتاريخية.
فيما يعتقد ان الجزء الجنوبي من فلسطين كان تحت الحكم الفرعوني أو التبعية وذلك للصلات التجارية المهمة. وقد سمى المصريون الطريق الموصل الى فلسطين طريق حورس، وكان يبدا عند (سيل)على حدود قرية تل ابو صفي بالقرب من القنطرة، ويعبر الصحراء مارا بمستنقعات الملح الى العريش وغزة في رحلة خطرة وشاقة.
وكانت غزة في عهد الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة المقر الرئيس للجيش المصري المحتل لفلسطين ولما هاجم طتميس الثالث (تحتمس) بلاد الشام اتخذ غزة مركز قاعدة الهجوم.
وبعد وقت من الزمن تطورت العلاقة خاصة باعتناق اقباط مصر المسيحية فارتبطت ارتباطا قويا بالاراضي المقدسة والتي شهدت منشأ المسيح – عليه السلام، وأصبحت مقصد الحجاج المسيحيين للمقدسات على رأسها كنيسة القيامة التي بنتها الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين الاول عام 325م، وشارك في تدشينها بطاركة الإسكندرية وأنطاكية والقسطنطينية وتوافد المسيحيون من انحاء العالم كافة الى القدس ومن بينهم الأقباط.
استقرار الاقباط في فلسطين
استمر وجود الاقباط في القدس مع الفتح الاسلامي له. فقد نص كتاب العهدة العمرية على ذكر الوجود القبطي في القدس ضمن عهد الامان للطوائف المسيحية كافة في المدينة المقدسة مما ادى الى استمرار بناء الكنائس والاديرة القبطية فيها بعد ذلك. ففي القرن التاسع الميلادي تم انشاء كنيسة قبطية عرفت بكنيسة المجدلانية فيما يعد بناء دير السلطان اشهر مظاهر هذا الوجود الذي جاء بعد استقرار بعضهم في الاراضي المقدسة تقريبا من السيد المسيح – واقاموا الاديرة واتخذوها اقامة دائمة وفق الشعائر والطقوس القبطية، والتي تقضي الحياة ضمن هذه الاديرة التي شيدوها ورعاية الكنيسة بما فيها.
العمارة القبطية ومعالمها
- دير السلطان
- دير مار انطونيوس
- دير مار جرجس
- كنيسة السيدة العذراء
- هيكل على جبل الزيتون وهو قريب من كنيسة العذراء
- كنيسة مار يوحنا
- كنيسة صغيرة باسم الملاك جبرائيل
- كنيسة المجدلانية
أهم ممتلكات الأقباط خارج القدس:
- كنيسة ودير الانبا انطونيوس في يافا
- كنيسة ودير الانبا انطونيوس في اريحا
- كنيسة ودير مار زكا والقديس اندراوس باريحا
- كنيسة السيدة العذراء بالناصرة
- كنيسة البشارة في الناصرة
- كنيسة ودير مار يوحنا المعمدان على نهر الاردن