الأخبار

دير القدّيس سابا (مار سابا) – شرقي بيت ساحور

يقع الدير قرب صحراء القدس، حيث شُيّد عام ٤٨٤ م، بيد الراهب الشهير القديس سابا مع ٥٠٠٠ راهب آخر كان يقودهم، بطريقة هندسية جزءا فوق جزء على سفح أحد الجبال، كأنه منحوت في بطنها. وقد تهدّم الدير على يد الفرس عام ٦١٤ م بينما كان البدو يغيرون على الدير والرهبان في صومعاتهم. فيه عاش وسُمي القديس يوحنا الدمشقي كاهناً وكتب ١٢٠٠ طروبارية شعرية.

ويرمز دير مار سابا إلى حياة الرهبنة القاسية، ولذلك يأتيه رجال دين مسيحيون مؤمنون من كل مكان في العالم، يعيشون ويموتون في أرضه. ويزوره الكثيرون أيضاً من أجل المتعة والمشاهدة والتنزه، وليس فقط للصلاة بالنسبة للمسيحيين.

واحتفظ سكان دير مار سابا على مدار مئات السنين التي مضت بطبيعته كما هي، ويعيش الرهبان فيه من دون كهرباء وخطوط ماء وأدوات اتصال وإنترنت وتلفزيونات وراديوهات، حيث يرفض القائمون عليه ذلك قائلين أنهم لا يريدون شيء أن يأخذ وقتهم ويشوش عقولهم وبالتالي اتصالهم بالله.

يعيش الرهبان على أضواء شموع زيت الزيتون في الليل، ويشربون الماء من نبع طبيعي يأتي من نبع ماء في مغارة أسفل الدير.
ويُمنع دخول النساء بقرار من الدير كقانون، حيث وجود النساء يولد الشهوة، والرهبان لا يريدون لشيء أن يبعدهم عن الله. المبنى الوحيد الذي يمكن للنساء دخوله هو برج النساء قرب المدخل الرئيسي للدير.

وتبدأ صلوات رجال الدين المقيمين في مار سابا يوميا في السادسة والنصف ليلا، وتمتد حتى العاشرة والنصف صباحا، بعد ذلك ينامون وينشغلون في بعض الترتيبات.

ويحتوي دير مار سابا على:

رفات سابا المؤسس: ممد في صندوق زجاجي، وقد انكمش جسده قليلا وذاب منه بعض الجلد، سالمة من الفساد والبلى، بدون تحنيط بل بحراسة من الرب.

قبر القديس سابا.

  • كنيسة الدير الأولى وهي مكرسّة للقديس نيقولاوس، تم تدشينها عام ٤٩١ م، توجد داخلها رفات مقدّسة وكنيسة صغيرة للآباء الشهداء الذين قتلهم الفرس سنة ٦١٤ م والبرابرة سنة ٧٩٦ م. وهذه الكنيسة كشف عنها الرب للقديس سابا، فيما كان يعيش بعد مع تلاميذه داخل الكهوف، على الجانب الآخر للممر الصخري، عندما كان القديس سابا يبحث عن مكان مناسب يستطيع أن يبني عليه كنيسة، إذا بعامود نور ينتصب أمامه من الأرض إلى السماء، ففهم بذلك أنها إشارة إلهية، فإذا في الموضع مغارة واسعة عجيبة لها شكل كنيسة بتفاصيلها ولها حَنِيَّة في الجهة الشرقية.
  • الكنيسة الكُبرى في الدير: شُيدت في أيام القديس سابا سنة ٥٠٢ م، وكُرست على شرف بشارة والدة الإله، وفي داخلها توجد رفات القديس سابا.
  • صومعة القديس يوحنا الدمشقي الصخرية: وقد عاش فيها القديس يوحنا الدمشقي في القرن الثامن.
  • سرداب في الساحة ما بين كنيسة البشارة وقبر القديس سابا. وهذا السرداب يؤدي إلى مقبرة الدير تحت الأرض، حيث توضع أجساد الآباء الراقدين على منضدة حجرية دون أن تُدفن في التراب، وتتحلل دون رائحة كريهة. وبعد مرور فترة من الزمن، تُجمع عظام الرهبان الراقدين، وتُغسل بالماء ومن ثم تُحفظ بعناية في غرفة جانبية.
  • برج يوستنيانوس: بُني في القرن السادس بعد الميلاد، ويبلغ علوه ١٨ مترا وكان يُستعمل للمراقبة. ويضم مكتبة تحتوي على أثمن المخطوطات
  • نبع ماء البار سابا المقدّس: يوجد تحت الدير، في قاع الوادي، حيث ٣٨٥ درجة من برج يوستنيانوس حتى مكان الماء المقدّس. وقد كشف الرب مكان النبع للقديس سابا حتى يسقي الرهبان الذين كانوا يعانون من شدة الظمأ.
  • مغارات التنسك مقابل الدير – ١١٠ مغارة.

صار القديس سابا راهباً وعمره ٨ سنوات في كبادوكية (تركيا) عام ٤٣٩ م، وجاء إلى الأرض المقدسة في عمر ١٨عاما. وفي عام ٤٧٨ م قاد ملاك الرب القديس إلى المكان الحالي للدير وبناه، وتوفي فيه القديس سابا عام ٥٣٢ م. وبعد سنوات حمل الصليبيون جثمانه إلى البندقية – إيطاليا – لأكثر من سبعة قرون ثم أعادوه إلى مكانه عام ١٩٦٥ م.

Shares: