قدم سيادة الرئيس محمود عباس لقدسة البابا فرنسيس في زيارته الأخيرة لحاضرة الفاتيكان هديّتين تعكسان جذور الوجود الفلسطيني المسيحي في القدس، والذي يؤكد عليه دائمًا سيادته حيث أن الوجود المسيحي جزء لا يتجزأ من الفسيفساء في المدينة المقدّسة وفي المشرق.
الأولى عبارة عن لوحة فنيّة من طريق الآلام عند المرحلة الخامسة من درب الصليب (سمعان القيرواني يعين يسوع على حمل الصليب)، من عمل الفنان جاك برزكيان. وهي صورة ثنائية مدمجة لهذا المكان “اليوم وقبل ١٢٠ عامًا”، والتي تستحضر رسالة سمعان القيرواني التي تتخطى الزمان والمكان… فعندما نصل لمساعدة الآخر خاصة في أوقات المعاناة، نستطيع أن نرى الخلاص، وليس فقط خلاصنا ولكن الأمل في خلاص العالم.
والثانية كتاب خاص بعنوان “أرضان مقدّستان” من عمل وانتاج سفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، والذي يصف في فصله الأول تجربة الحجاج الرومان القادمين إلى الارض المقدسة في القرن الرابع والخامس عشر من خلال كتاباتهم الأدبية وأعمالهم الفنيّة من رسم زيتي ونحت وصقل وفسيفساء عن حياة السيد المسيح. ويبيّن في الفصل الثاني للكتاب، الأعمال الفنية التي انتجها بعض الفنانين الإيطاليين والكنسيين (اهمهم ماريو بارباريس، انطونيو بارلوتسي، دوليو كامبلوتي، البرتو جيرالدي…) والذين قاموا بارسال هذه الاعمال الفسيفسائية والرسومات والمنحوتات الحجرية والبرونزية والخشبية الى العديد من الاماكن المقدسة وبخاصة ما يزين منها كنيسة الجتسمانية وكنيسة بكاء الرب وكنيسة الجلد وكنيسة حقل الرعاة.
كما وقدم الرئيس عباس إلى أمانة سر الدولة للكرسي الرسولي هديّة خاصة (تحفة فنية وحيدة)، وهي عبارة عن رمانة كبيرة من السراميك، رمز الوفرة والبركة، رسم عليها خمسة أيقونات بأيدي مقدسيّة كل من جورج ودورين ساندروني، تمثل أحداث الميلاد: البشارة، والميلاد، المجوس، والتقدمة للهيكل والهروب الى مصر. كما وقدّم في زيارته إلى القصر الرئاسي لمنظمة فرسان مالطا ذات السيادة هدية تذكارية لسمو الأمير جاكومو دالا تورّه، رئيس فرسان مالطا، وهي تحفة فنيّة من الصدف الخاص لمغارة الميلاد.