أطلعت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين اليوم، وفداً أمريكياً من مؤسسة ” كنائس من أجل سلام الشرق الأوسط” على وضع المسيحيين الفلسطينيين بشكل خاص وما يتعرض له المواطن الفلسطيني بشكل عام جراء الإحتلال الإسرائيلي.
فيما حضر عن اللجنة، سفير دولة فلسطين في حاضرة الفاتيكان وعضو اللجنة عيسى قسيسية ومساعد وزير الخارجية وعضو اللجنة ممثلاً عن الوزارة السفير عمار حجازي ومدير عام اللجنة السفيرة أميرة حنانيا.
حيث أوضح أعضاء اللجنة للوفد ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، من تمييز عنصري تجاه كل ما هو ليس يهودي والذي توج في قانون الدولة اليهودية التي اعتمدته ضمن قرارات الكنيست الاسرائيلي العام الماضي، بالإضافة الى قانون فرض الضرائب على الكنائس المحلية والمؤسسات التابعة لها علماً بأن هذا القانون يخالف قانون الستاتسكو المعمول به حالياً. بالإضافة لمحاولة الاستيلاء بالاحتيال على مناطق مهمة في البلدة القديمة خاصة في باب الخليل.
وكذلك أشارت اللجنة لسعي الإحتلال الإسرائيلي لتهجير المسيحيين من أراضيهم، حيث أن اعداد المسيحيين في فلسطين دق ناقوس الخطر جراء استمرار الهجرة المتعمدة بشكل رئيسي من الإحتلال لإفراغ الاراضي المقدسة من المسيحيين.
كما تحدث أعضاء اللجنة عن ما يعانيه المسيحيين في القدس، مشيرين للقيود القانونية والعنصرية الإجتماعية التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني من قبل الإحتلال والذي لا يميز بين الفلسطيني المسلم والفلسطيني المسيحي كونه الدليل الذي يفند أكاذيب الإحتلال بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع على الأرض وليس صراع ديني بين اليهودية والإسلام، حيث أوضح الأعضاء بأن حياة المسيحيين أصبحت مهددة بالزوال من الأرض التي إنطلقت منها الديانة المسيحية لكافة العالم والأرض التي ولد وصلب فيها السيد المسيح.
وأشارت اللجنة، بأن قدرة المؤسسات الدينية الأمريكية بالتأثير على القرار السياسي، يحملها مسؤولية المساندة والوقوف مع الكنائس المحلية الفلسطينية وهي 13 كنيسة، وذلك للعمل على إحلال السلام والعدالة في الأراضي المقدسة. حيث أن رسالة السيد المسيح هي رسالة سلام ومحبة للعالم.
وعلى صعيد آخر، إلتقى الوفد بسفير جنوب إفريقيا في فلسطين أشرف سليمان، والذي تحدث عن أهمية دور رجال الدين والمؤسسات الكنسية في عملية صنع السلام وأن على المسيحيين في كافة العالم أن يعملوا بمبادئ السيد المسيح لنشر العدالة والسلام، كما إقتبس على لسان رئيس أساقفة جنوب أفريقيا السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1948 الأب ديزموند توتو ” إذا كنت محايداً في حالات الظلم، فقد إخترت جانب الظالم، وإذا كانت أقدام الفيلة على ذيل فأر وأنت تقول بأنك محايد فإن الفأر لن يقدر إهتمامك”.
ومن الجدير بالذكر، بأن هذه المؤسسة تعمل في نطاق صنع السلام في العالم وتحديداً في الشرق الأوسط، كما تعنى بشكل خاص بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتضم هذه المؤسسة عدداً من قادة كنائس مختلفة منها الأرمنية والأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية وبروتوستنت.
وفي نهاية اللقاء، شكر المتحدثون الوفد لإهتمامهم بالوجود المسيحي في فلسطين وسعيهم لإحلال عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال نقل صورة واقعية لما يتعرض له الفلسطينيين جراء الإحتلال الإسرائيلي، ومحملين الوفد رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني هو شعب ساعي للسلام ولنيل حريته وحقه المشروع بالعيش في وطنه دون إحتلال.