توجه فخامة السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، بالتهنئة الى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة والأردن وسائر أعمال فلسطين، وإلى أبناء الشعب الفلسطيني بحلول عيد الفصح المجيد، بحسب التقويم الشرقي.
وأعرب سيادته عن حزنه لإغلاق الكنائس والمساجد في هذا
الوقت، قائلا ” يؤلمنا ويحزننا إغلاق كنائسنا ومساجدنا أمام أبنائنا المؤمنين المرابطين والصامدين على هذه الأرض المقدسة، وأرض كنيسة القيامة والمسجد الأقصى مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأضاف “وفي أسبوع الآلام، لم نكن لنتصور أن يأتي اليوم وفي عيد القدس أن تصبح خالية من المؤمنين، وأن تجري الاحتفالات وكنيسة القيامة فارغة من المصلين والمؤمنين وفي ذاكرتنا بالأمس القريب كانت أزقة وكنائس ومساجد قدسنا الحبيبة تعج بالحجاج والزوار والمؤمنين”
وأعرب سيادته عن خالص الشكر والتقدير لغبطة البطريرك على المساهمة التي قام بها لدعم صندوق وقفة عز والذي يهدف إلى خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، اضافة إلى الإعفاءات من دفع الإيجارات الوقفية، والشكر موصول إلى كنائس القدس ومؤسساتها، والتي جسدت فسيفساء الشعب الفلسطيني في كافة الظروف وخاصة في الأزمات.
وأختتم رسالته بأسمى الأمنيات بعيد الفصح المجيد، وأن تكون الأحتفالات في القريب العاجل من قلب العاصمة المحتلة وقد نالت حريتها.
نص كلمة السيد الرئيس محمود عباس إلى غطبة البطريرك ثيوفيلوس:
غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقسة والأردن وسائر أعمال فلسطين
الأباء الاجلاء كهنة كاتدرائية مار يعقوب الأرثوذكسية
الأخوة مجلس وكلاء الكاتدرائية
أبناء شعبنا وأهلنا الأحباء
تحية القدس وبعد،
نحتفل في هذا العام بعيد الفصح على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها عالمنا، حيث فرض علينا انتشار الوباء اتخاذ إجراءات وقف التنقل والتباعد الإجتماعي والحجر الصحي، حفاظاً على الأرواح التي هي أغلى ما نملك، ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم نعيش هذه الأجواء معاً وسوياً، كما يؤلمنا ويحزننا إغلاق كنائسنا ومساجدنا أمام أبنائنا المؤمنين المرابطين والصامدين على هذه الأرض المقدسة، وأرض كنيسة القيامة والمسجد الأقصى مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام،
وفي أسبوع الالام، لم نكن لنتصور أن يأتي اليوم وفي عيد القدس أن تصبح خالية من المؤمنين، وأن تجري الاحتفالات وكنيسة القيامة فارغة من المصلين والمؤمنين وفي ذاكرتنا بالأمس القريب كانت أزقة وكنائس ومساجد قدسنا الحبيبة تعج بالحجاج والزوار والمؤمنين، ولكن عزاءنا جميعاً، أنه بالإيمان بالله عز وجل ستنتصر الإنسانية على الوباء وستنتصر الحياة على الموت، ونقول لأبنائنا وعائلاتنا ليكن هذا الوقت وقت دعاء وصلاة وتعاضد عائلي ومجتمعي، وقد رأينا قوة النسيج الفلسطيني في هذه المحنة، ونحن نفتخر بذلك، وبإرادة الله ستجتاز قيادة وشعبا هذه المحنة بالمحبة والتعاون والصمود.
ونحن كما تعلمون تصل حكومتنا وأجهزتنا الطبية والأمنية وأصحاب المبادرات، الليل بالنهار لمواجهة هذه الوباء، وحماية المواطن، وفي نفس الوقت، وفي كل لحظة ودقيقة نواجه سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي مؤمنين بعدالة قضيتنا وبصمود أبناء شعبنا، ونحن كشعب فلسطيني عانى الاضطهاد والقمع نستحق الحرية والحياة الكريمة ونيل الاستقلال لدولتنا وعاصمتها الشرقية، والتي نريدها أن تكون مفتنوحة لجميع المؤمنين ولأتباع الديانات السماوية، ولا بد لليل أن ينجلي والاحتلال الى الزوال.
غبطتك،
شكري وتقديري موصول إلى كنائس القدس ومؤسساتها لوقوفها ودعمها لشعبنا لتعزيز صموده، وأنتم جميعاً جزء أصيل من هذا الفسيفساء في أرضنا المقدسة، وأخص بالشكر هنا غبطتكم لدعمكم الروحي والمادي إلى أبناء شعبنا، وتبرعكم لصندوق وقفة عز وتقديم الإعفاءات من دفع الإيجارات الوقفية، وذلك من أجل هذا الوباء.
وفي الختام، نتقدم لكم ولأبناء شعبنا بأحر التهاني في عيد الفصح المجيد مؤكدين على رسالة المحبة والسلام والعدل التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام، مؤمناً بأننا سنصلي معاً وسوياً في قلب مدينتنا المقدسة عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وكل عام وأنتم وشعبنا والوطن بألف خير.
رام الله 17 أبريل 2020
محمود عباس
رئيس دولة فلسطين
رئيس اللجنة التنفيدية لمنظمة التحرير الفلسطينية