خلال جمعيتها العامة الـ255، صوتت لجنة المشاركة الدوليّة التابعة للكنيسة المشيخية الأميركية لإعلان إسرائيل “دولة فصل عنصري”، كما أصدرت قرارًا يوجه الهيئات القيادية الكنسيّة إلى تحديد “يوم ذكرى النكبة الفلسطينية” كجزء من التقويم المشيخي، والاحتفال به سنويًا في 15 أيار إحياءً لمأساة طرد بموجبها 750 ألف فلسطيني من أجل إقامة دولة إسرائيل في عام 1948.
ومن بين 31 عضوًا مصوتًا، وافق 28 على القرار الذي ينص على أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري من خلال “وضع مجموعتين من القوانين، واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين، والتي تمنح معاملة تفضيليّة لليهود الإسرائيليين ومعاملة قمعية للفلسطينيين”. فيما حصل قرار إحياء يوم النكبة على 31 صوتًا مؤيدًا، وجاء “لرفع الصلاة من أجل السلام والتضامن لمن يعانون من الاحتلال”.
وجاء في القرار: إنّ “قوانين وسياسات وممارسات إسرائيل فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني تفي بالتعريف القانوني الدولي للفصل العنصري”، وأشار إلى أن الفلسطينيين يتعرضون للقمع المنهجي من خلال أعمال غير إنسانيّة تهدف إلى السيطرة العرقية.
وأكد أن الأراضي والمياه الفلسطينية سُرقت لاستخدامها من قبل “المستوطنات اليهوديّة فقط”، وأن الفلسطينيين محرومون من حريّة الإقامة والتنقل، ويعيشون في “محميات منفصلة وغيتوهات”. وأوضح القرار أن “هذه المبادرة تتم على أمل أن تفضي إلى مصالحة سلميّة لشعبي إسرائيل وفلسطين على غرار تلك التي حدثت في جنوب إفريقيا عندما تم الاعتراف بالفصل العنصري دوليًّا”.
وقالت الكنيسة: “لقد تحدّث المسيحيون في الخمسينيات من القرن الماضي ضد الفصل العنصري في الولايات المتحدة، ولاحقًا ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وعليهم أن يرفعوا أصواتهم مجددًا، وأن يدينوا التمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأن يطلقوا اسمًا على الجريمة ضد الإنسانيّة التي يمثلها هذا التمييز، وهي جريمة الفصل العنصري”.
ورفض القرار المخاوف من أن إطلاق هذا المصطلح على إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى توصيفهم بأنهم معادون للساميّة، أو يؤدي إلى إعاقة الحوار البنّاء. وقال: “بعد الحرب العالميّة الثانيّة عندما انكشفت فظاعة المحرقة النازية، قال اليهود في جميع أنحاء العالم: لا يجب أن يتكرر ذلك مرة أخرى”. كما “تعهد المسيحيون أيضًا بأنهم لن يصمتوا أبدًا إذا أصدرت حكومة قوانين تؤسس وتحافظ على هيمنة مجموعة عرقيّة على مجموعة عرقيّة ثانيّة من خلال الفصل المنهجي والقمع وإنكار حقوق الإنسان الأساسيّة. لقد كان الصمت في مواجهة الشر آنذاك أمرًا خاطئًا، وهذا الصمت الآن هو خاطئ”.
كما دعت المشاركة الدوليّة التابعة للكنيسة المشيخية في قرارها حكومة الولايات المتحدة، على وجه التحديد، إلى “حثّ حكومة إسرائيل على الكف فورًا عن جميع الأعمال العدائيّة التي تُعرّف وفق القانوني الدولي بأنها ’عقاب جماعي‘.. كما دعت إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة”. كذلك، أكدت على “حق جميع الناس في العيش والعبادة بسلام” في القدس.
هذا وتضم الكنيسة المشيخية الأميركية أكثر من 1.7 مليون شخص. ويعكس قرارات الكنيسة تصريحات العديد من منظمات حقوق الإنسان حول معاملة الفلسطينيين. فقد تمّ تعريف الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ للأراضي الفلسطينية وممارساتها تجاه الشعب الفلسطيني بأنه فصل عنصري من قبل منظمة العفو الدوليّة وهيومن رايتس ووتش. كما أصدر مقرّر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان تقريرًا قال فيه إنّ إسرائيل فرضت “واقع الفصل العنصري” على الفلسطينيين.