بِقلوب مُتَألمَة نُتَابِع فَاجِعة الأحْداث التِي أَلمَّت فِي قِطَاع غَزَّة، وتابعنَا مَا يَجرِي فِي هَذِه المنْطقة مِن حُرُوبٍ دَامِية وقتْل وَتشرِيد وَتجوِيع لِلنِّسَاء والْأطْفال والشَّباب والشُّيوخ.
إِنَّ هَذِه الأحْداث مَا هِي إِلَّا نَتِيجَةً لِتهْمِيش وغياب العدْل والْمساواة والاضْطهاد والْعنْف اَلذِي يُولِّدُ رَدَّة عُنْف بِالْمقابل، حَيْث تابعْنَا فِي الأيَّام الأخيرة غِيَاب السَّلَام والْحوار وَأَصبحَت لُغَة البنْدقيَّة والْقَتْل هِي اللغَة المحْكيَّة، والعُنف يُقَابَل بِعنْف.
إِنَّنا نُطَالِب المجْتمع الدوْلِي بِالنَّظر إِلى القضِية الفلسْطينيَّة المُحِقة والتَّاريخيَّة بِنظْرة عَدْلٍ واتِّزَان، والاعْتراف بِحقِّ الشَّعْب العرَبيِّ الفلسْطينيِّ فِي أَرضِه وبمسْتقْبل عَيشِه الكرِيم، ونحْن بِمسْؤوليَّتنَا الروحِيَّة والْوطنيَّة فِي أرْدنْنَا المبارك، نَشُدُّ على يَدِي جَلالَة مَليكِنا المُفدى عَبْد اَللَّه الثَّاني ابْن الحُسين المُعظم، الذِي أَبكَر مُنْذِرًا العالم حَوْل خُطُورَة عدم الوُصول لِلْحلول العادلة بِمَا يَخُص القضِية الفلسْطينيَّة التِي هِي القضِية المرْكزيَّة فِي الشَّرْق الْأَوسط، وَالذِي فِي كُلِّ مَحفل دولِي يُحذِّر من خطر مسِّ الوضْع القائم فِي الأماكن المقدَّسة وَخَاصَّةً فِي المسْجِد الأقْصى كمَا كنيسة القيامة وَكَافَّة الكنائس والمزارات والأديرة.
ونحْن كرؤسَاء كَنائِس الممْلكة الأرْدنِّيَّة الهاشميَّة، نُنَاشِد كَافَّة الدُّول المؤثِّرة والْمحبَّة لِلسَّلَام بِالتَّدخُّل المباشر لِإيقَاف الحرْب حَقْنًا لِلدِّمَاء، وَتفعِيل لُغَة الحوَار والمساعدة الممْكنة لِلْجرْحى والْمنْكوبين، والْحفاظ على حقِّ العيْش والْمساواة التِي هِي مِن أهمِّ مَبادِئ الشَّرْعيَّة الدّوْليَّة.
ونحْن بِدوْرِنَا نَرفَع الصَّلَاة إِلى إِلهنَا المتحنِّن أن يَسكُب سَلامَه فِي أَرْض السَّلَام، وأن يُبلْسِم بِروحه القُدوس قُلُوب الحزانى، ويتقَبَّل فِي سُكنَى الرَّاحة كل الَّذين فقدوا حياتهم على ثرى هَذِه الأرْض المباركة، ولتكن دماؤهم طريق عدل وسلام.