قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين دكتور رمزي خوري، ان كافة الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار وانهاء هذه الحرب الاجرامية الفاشية باءت بالفشل، امام الغطرسة الإسرائيلية، وعجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن تنفيذ قراراته، التي طالبت مرارا وتكرارا بوقف هذه الإبادة، والزام الاحتلال بالقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، والتوقف عن ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق أبناء شعبنا.
جاء هذا في رسائل متطابقة ارسلت لعدد من الكنائس في العالم تعقيبا على استهداف قوات الاحتلال لآلاف المواطنين الجائعين الذين كانون ينتظرون وصول شاحنات الإغاثة بالقرب من دوار النابلسي في شارع الرشيد في شمال غزة ، في مجزرة بسعة راح ضحيتها اكثر من 112 فلسطينيا ونحو 800 مصاب.
اشار خوري ان الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها شعبنا لم يشهد لها القرن العشرين مثيلا، من استمرار آلة القتل والتشريد الإسرائيلية في حصد أرواح ابناء شعبنا منذ نحو خمسة شهور، اضافة لسلاح الجوع الذي اصبح وسيلة الاحتلال للفتك بهذه الأرواح البريئة، نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية على كافة اشكالها وانواعها، رغم قراري مجلس الامن الدولي وقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت جميعها إسرائيل بإدخال كل تلك المساعدات وعدم عرقلة ايصالها لقطاع غزة، مضيفا ان نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة مهجرين قسرا، ويعانون ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية وسط الحرمان والجوع وانتشار الامراض في أماكن نزوحهم القسري، اضافة الى ما يزيد عن 30 الف ضحية، واكثر من 7 آلاف مفقود، واكثر من 70 الف جريح، جلّهم من النساء والأطفال والشيوخ، عدا عن تدمير نحو ثلثي المنازل والبنية التحتية، الى جانب الكارثة الصحية والطبية نتيجة استهداف الاحتلال المرافق الصحية، و خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
ناشد رئيس اللجنة كنائس العالم بذل كل جهد ممكن لوقف هذه الكارثة التي يعيشها أبناء شعبنا في القطاع، وان يكون صوتهم عاليا ضد هذه المذابح والمجازر والابادة المتعمدة، والعمل مع بلدانهم وكافة الجهات والمؤسسات الدولية والاطراف ذات الاختصاص لوقف فوري لاطلاق النار، والسماح بإدخال المواد الاغاثية، والطبية منها بشكل عاجل، والكف عن الامدادات العسكرية لإسرائيل التي تسهم في قتل أبناء شعبنا، كما حث لمواصلة الجهود لوقف ما يتعرض له شعبنا في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، من قتل واعتقال وتوسع للاستيطان، واستهداف المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، والاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين.
اختتم خوري رسالته بالتاكيد ان اسمى مطالب الشعب الفلسطيني تحقيق العدالة والسلام، وانهاء الاحتلال لتنتهي معاناة شعبنا ويعم الامن و الاستقرار في المنطقة، وليعيش شعبنا الفلسطيني حرا كريما في دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وعودته الى ارضه ، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.