حسب ما ورد في الكتاب المقدس حول الطريق التي سار فيها السيد المسيح له المجد، بدءاً من القبض عليهِ في بستان الجثمانية، وجَلدهِ ومُحاكمتهِ، مروراً بصلبهِ، حتى موتهِ على الصليب.
بعدَ أن تمَ القبض على السيد المسيح، اقتيد من قبل شيوخ اليهود للسجن إلى ما يُعرف اليوم “بكنيسة الجلد أو الحبس“، والتي تقع بالقرب من بوابة القديس استفانوس في الحي الاسلامي داخل اسوار المدينة المقدسة.
نرى بحسب الكتاب المقدس، أن السيد المسيح حُوكم على مرحلتين، الاولى على يد السنهدريم (الهيئة القضائية العليا المختصة بالنظر في القضايا السياسية والجنائية والدينية لليهود)، حيث حُكم عليهِ بالاعدام رجماً بالحجارة بتهمة التجديف، ولكن لم ينفذ نظراً لأن السلطات الرومانية حينها كانت هي الجهة المخولة فقط لتنفيذ الاحكام، اما المحاكمة الثانية فكانت على يد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي حاكم منطقة أيوديا (يهودا)، الذي أمر اولاً بجلد يسوع ومن ثم ارسله لهيرودوس انتيباس حاكم الجليل والذي اعاده بدوره الى بيلاطس حيثُ أنه لم يجد سبباً واحداً لكي يُحاكم عليهِ، وحينها حَكم على يسوع بالجلد، ونتيجة للضغط الذي تعرض له من قبل الشعب وشيوخ اليهود واتهامهم ليسوع بالتحريض والفتنة ومعادة قيصر. بناءً عليهِ حُكم على يسوع بالصلب في يوم عيد الفصح اليهودي.
طريق الآلام: هي الطريق التي سلكها السيد المسيح، من المحكمة إلى الجلجثة. وتبدأ الطريق تقريباً من باب الأسباط وهو المكان الذي عُرض فيه السيد المسيح أمام السنهدريم، وبيلاطس البنطي، لتنتهي الطريق في البلدة القديمة بالقدس، منطقة كنيسة القيامة حالياً.
سبب التسمية: سُميت الطريق بهذا الاسم نسبةً للآلام التي عاناها المسيح في الطريق من تعذيب، ضرب، جلد، شتم، وصلب. خرج يسوع من دار الولاية حاملاً صليبهُ لمسافة كيلومتر تقريباً، وبحسب ما توصل إليه الباحثون في الشأن المسيحي فإن الصليب تَكَوّنَ من قائم ارتفاعه أربعة أمتار وثمانين سنتمتراً، ومن عارضة يتراوح طولها بين 2.3 و2.6 م وعليه كان حجم الصليب 178,000 سنتمتر مكعب، ووزنه يزيد عن 30 كيلو غرام تقريباً. كان ذلك عندما بلغ السيد المسيح 33 عاماً.
مراحل درب الآلام:
تتكون طريق الآلام من أربعة عشر مرحلة، التسعة الأولى منها خارج كنيسة القيامة، وباقي المراحل داخلها.
المرحلة الاولى:
أخذ بيلاطس يسوع وجلده، ووضع العسكر الرومان على رأسه إكليلاً من الشوك وألبسوه ثوب إرجوان وكانوا يلطمونه ويقولون له “السلام يا ملك اليهود“.
المرحلة الثانية:
خرج بيلاطس إلى الشعب وقال لهم “ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علةً واحدةً” وأُخرج يسوع حاملاً إكليل الشوك والثوب الإرجواني. فقال لهم بيلاطس “هو ذا الإنسان“.
المرحلة الثالثة:
في هذه المرحلة يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى.
المرحلة الرابعة:
لقاء السيد المسيح مع أمه مريم العذراء.
المرحلة الخامسة:
في هذه المرحلة شعرَ السيد المسيح بثقل الصليب وكاد يسقط على الأرض. فأمر العسكر رجل يُدعى سمعان القيرواني بحمل الصليب خلف يسوع.
المرحلة السادسة:
قامت امرأة تُدعى “فيرونيكا” بمسح وجه السيد المسيح بمنديل وطُبعَ وجههِ عليه.
المرحلة السابعة:
هذه المرحلة خرج السيد المسيح من مدينة القدس وسقط مُغشياً عليه للمرة الثانية.
المرحلة الثامنة:
خاطب السيد المسيح بنات أورشليم الباكيات خلفه، فالتفت إليهن وقال: “يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل إبكين على أنفسكن وأولادكن“.
المرحلة التاسعة:
يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة من شدة التعب.
المرحلة العاشرة:
أول المراحل التي تقع داخل كنيسة القيامة وتتضمن تعرية السيد المسيح.
المرحلة الحادية عشر:
السيد المسيح يُسمر على خشبة الصليب.
المرحلة الثانية عشر:
مَوت السيد المسيح على الصليب.
المرحلة الثالثة عشر:
مرحلة إنزال جسد السيد المسيح عن الصليب.
المرحلة الرابعة عشر (الأخيرة):
دَفن السيد المسيح