بيانات اخرىبيانات صحفية

بيان مجلس الكنائس العالمي بشأن قرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية

في 19 يوليو/تموز 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري التاريخي بشأن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ حرب عام 1967. وقالت محكمة العدل الدولية إن حكم إسرائيل في هذه الأراضيغير قانوني، وإن إسرائيل ملزمة بإنهاءوجودها في تلك الأراضيبأسرع ما يمكن“. كما جاء في الرأي الاستشاري أننقل إسرائيل للمستوطنين إلى الضفة الغربية والقدسالشرقية، فضلاً عن احتفاظ إسرائيل بوجودهم، يتعارض مع الفقرة السادسة من المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعةالتي تتحدث ضد نقلالسكان إلى أو من الأراضي المحتلة.

ويتوافق الرأي الاستشاري مع جميع قرارات الأمم المتحدة منذ بداية الصراع، بما في ذلك خطة التقسيم لعام 1947 (قرار الجمعية العامةللأمم المتحدة رقم 181)؛ وقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ويؤكد على عدم جوازالاستيلاء على الأراضي بالحرب“.

لقد دعا مجلس الكنائس العالمي، بصفته زمالة كنائس، واستناداً إلى تعاليم الإنجيل ومبادئ القانون الدولي، مراراً وتكراراً إلى إنهاءالاحتلال؛ وإلى العدالة والسلام والمساواة في حقوق الإنسان والكرامة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء؛ وإلى الاعتراف بحقالشعب الفلسطيني في تقرير المصير. كما دعا المجلس إلى هذه التدابير باعتبارها المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادلومستدام في المنطقة. وقد أكدت الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس الكنائس العالمي في عام 2022، التي عقدت في كارلسروه بألمانيا،هذا الموقف. وأكدت الجمعية على أنهمن خلال إنهاء الاحتلال والتوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة فقط يمكن ضمان أمنالفلسطينيين والإسرائيليين“.

ولكن للأسف، سارع الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) إلى رفض الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، ورد بقرار يرفض إقامة دولةفلسطينية. ومع ذلك، ينبغي لجميع الدول الملتزمة بسيادة القانون لحل الصراعات وتعزيز السلام وحقوق الإنسان، وجميع الناس ذوي النواياالحسنة، أن يغتنموا الفرصة التي أتاحتها هذه الفتوى الصادرة عن أعلى محكمة قانونية تابعة للأمم المتحدة لإعادة حشد الجهود لحل هذاالظلم الطويل الأمد ومصدر الصراع.

إن الفتوى الصادرة عن محكمة العدل الدولية تشكل لحظة حاسمة للاختيار بين الاحتلال والحرية، بين القمع والعدالة، بين اليأس والأمل. يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون مستقبلاً أفضل، ومساراً جديداً للمضي قدماً دون عوائق بسبب الاحتلال الذي استمر منذ عام 1967. ونحن جميعاً نتوق ونصلي من أجل نهاية هذا الصراع الطويل الأمد وإقامة السلام العادل في هذا السياق.

طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.” (متى 5: 9)

القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي

الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي

Print Friendly, PDF & Email
Shares: