“فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.”(إش 2: 4).
لقد كان الأسبوع والنصف الماضيان مدمرين بالنسبة لإخوتنا في لبنان، حيث أصيب الآلاف وقتل المئات، نتيجة للهجمات الإسرائيلية المنسقة من خلال أجهزة الاتصالات الشخصية والغارات الجوية في جنوب وشرق لبنان وبيروت وأماكن أخرى. وقد تسببت هذه الهجمات إلى القلق والذعر والخوف لدى السكان، وأسفرت عن العديد من القتلى ودمار غير واسع النطاق حتى الآن، نحن نعلم أن أي غزو جديد أو حرب واسعة النطاق على لبنان سيكون مدمرًا. كما ونعلم أن الولايات المتحدة لا تزال متواطئة في دعمها للهجمات الإسرائيلية والتي تشمل الآن أيضًا غارات جوية على اليمن.
إننا نصلي من أجل الجرحى وأسرهم. ونصلي من أجل السلام والراحة لأولئك الذين نزحوا وأولئك الذين ينوحون، في بلد ما زال يتعافى من الخسائر السابقة.
لقد عانى الشعب اللبناني، وأغلقت المدارس، واكتظت المستشفيات، وتشرد عشرات الآلاف، أو أصيبوا، أو قُتلوا. وتحطمت أراضيهم بسبب الهجمات المستمرة، ودُمرت سبل عيشهم، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية مستمرة، كما اثر هذا ايضا على سكان شمال إسرائيل بسبب تبادل اطلاق الصواريخ وشرد بعضهم، ووصف المتحدثون باسم الامم المتحدة خلال جلستها الطارئة المنعقدة في 20 سبتمبر إن لبنان والمنطقة “على شفا كارثة”.
لقد تعرض لبنان لهذه الهجمات في الوقت الذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تجتمع وتصوت على المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية في غضون عام، في أعقاب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في يوليو/تموز من هذا العام.
إننا نصلي من أجل الشعوب وشركائنا في لبنان وغزة والضفة الغربية واليمن وإسرائيل الذين يستجيبون للأزمة ومن أجل أفراد بعثتنا الذين يعيشون في المنطقة. وإلى جانب صلواتنا، نلتزم بدعم جهودهم في تلبية الاحتياجات الاساسية أثناء رعايتهم للمصابين ودفن الموتى.
إن هذه الحرب التي تدور الآن على جبهات عديدة لابد وأن تنتهي. وبصفتنا مؤمنين ملتزمين بالعدالة والسلام، فإننا ندعو زعماء العالم إلى الاهتمام بوقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة. ونحن نضم أصواتنا إلى أصوات المجتمع الدولي الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء العملية في الضفة الغربية، ووقف التصعيد الفوري لهذه الأزمة المتفاقمة في لبنان واليمن. ونحن ندين حملة الاغتيالات الاستفزازية التي تشنها إسرائيل.
ونحن ندعم قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إسرائيل إلى الامتثال للقانون الدولي “بسحب قواتها العسكرية، ووقف كل أنشطة الاستيطان الجديدة على الفور، وإجلاء كل المستوطنين من الأراضي المحتلة، وتفكيك أجزاء من الجدار العازل الذي بنته داخل الضفة الغربية المحتلة”.
لقد تحدث إشعياء عن دينونة الله، وهي رسالة مفادها أن الأمم والشعوب سوف تتحمل المسؤولية عن أفعالنا. ونحن مدعوون إلى بذل كل ما في وسعنا لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالسعي إلى اليوم الذي سنرى فيه عالماً عادلاً للجميع، اليوم الذي قد يسود فيه سلام الله ــ السلام مع العدالة.
انضموا إلينا في الصلاة: يا إله الرحمة والعدل، إننا نتوق إلى اليوم الذي تتحقق فيه النبوءة وتصبح أسلحة الحرب أدوات لزراعة وحصاد الخير، اليوم الذي تُنسى فيه الحرب. إننا نتوق إلى اليوم الذي يسود فيه سلامك، عندما يستمتع جميع أطفالك
بالحياة. اليوم، نحزن لأن ذلك اليوم لم يأت بعد، ويبدو وكأنه أمل بعيد. نحن ننتظر على أمل. يا الله، امنحنا القوة والشجاعة في هذه المهمة.