عُقدت مشاورة عالمية في ناميبيا تحت رعاية مجلس كنائس ناميبيا (CCN) ومؤتمر الكنائس الأفريقية (AACC) ومجلس الإرسالية العالمية (CWM) والشركة العالمية للكنائس المصلحة (WCRC). جمعت هذه المشاورة قادة الكنائس والمنظمات المسكونية، والسلطات التقليدية، والأكاديميين، ونشطاء حقوق الإنسان، والأهم من ذلك، ضحايا الإبادة الجماعية والناجين منها. ركز الاجتماع على مواجهة القضايا العميقة المتعلقة بالإبادة الجماعية، مع تسليط الضوء على الجرائم التاريخية .
تم اختيار ناميبيا كموقع للمشاورة نظراً لكونها شهدت أول إبادة جماعية في القرن العشرين في عام 1904.
أدانت المشاورة الاستخدام الانتقائي لجريمة الإبادة الجماعية لتحقيق أجندات جيوسياسية، وأكدت على أن “أبدًا مرة أخرى” لا تعني “أبدًا مرة أخرى لشعبي فقط”، بل “أبدًا مرة أخرى لأي شعب”.
عبّر المشاركون عن قلقهم العميق من الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وإصابة أعداد كبيرة منهم، وسط تواطؤ القوى الإمبريالية. كما أدانوا تجاهل المجتمع الدولي للإبادات الجماعية الأخرى.
أكد المجتمعون على ضرورة تحرك الكنائس والأديان الأخرى للوقوف إلى جانب الشعوب “المصلوبة” التي تعاني من الأنظمة التي تفرض عليها ظروفاً قاسية من المجاعة والاستغلال الاقتصادي والإبادة الجماعية.
دعا البيان الختامي إلى التزام الكنائس بدعم هذه الشعوب، وأكد المجتمعون على أهمية تبني تأويل تحرري للنصوص الدينية التي استخدمت في تبرير الإبادة الجماعية، ودعوا إلى تحالفات بين الأديان لمواجهة هذه الجرائم والدفاع عن العدالة والكرامة الإنسانية.
في النهاية، وجه المشاركون دعوات إلى المجتمع الدولي والشعوب المؤمنة، وخاصة الكنائس، للتحرك بشكل عاجل لدعم الشعوب المضطهدة والمطالبة بالعدالة، مع التأكيد على ضرورة الاعتراف بالإبادات الجماعية المستمرة والعمل على منع حدوثها في المستقبل.